103

Un secreto que me inquieta

سر يؤرقني

Géneros

لم تعد تطرح السؤال حول ما يمكن أن تقوم به للمساعدة. يئست من البحث عن شيء تفعله. كان المطبخ وغرفة الطعام يعجان بالنساء اللاتي كن يعرفن أين يوضع كل شيء، ولكنهن لم يكن أفضل حظا منها؛ فقد استبقت جون كل هؤلاء، وكل شيء كان معدا سلفا.

كان الخشب يكسو جدران غرفة المعيشة وسقفها العالي المائل، أما السجادة فكانت وثيرة والستائر ثقيلة، كريمية اللون، ناعمة الملمس. شربت إيلين الفودكا، ولم تكن الستائر مسدلة بالكامل . كانت تتأمل في أزيائهم الرائعة، المحيرة (كانت هي أيضا ترتدي قفطانا أزرق غامقا مطرزا بالخيوط الفضية، وهو ما يعني أنها خانت أحكامها الصارمة). كانوا يتحركون، يشربون، يتكلمون، طيلة عصر ذلك اليوم وحتى بداية المساء. وفي المساء المظلم الممطر شاهدتهم جميعا ساطعين حقا، شاهدت بساطا من الأضواء لم يكن سوى المدينة، يشقه خيط معتم لم يكن سوى النهر.

سألها زوج تلك المرأة: «أتدرين أين أنت؟» ثم أردف سريعا: «أنت على جانب جبل هوليبورن. وتلك ضاحية بوينت جراي هناك.» وجعلها تتحرك لكي تقترب أكثر من النافذة لكي يشير في الاتجاه المعاكس لجسر ليونز جيت بريدج، الذي كان أشبه بإكليل بعيد من الأضواء المتحركة. وهو ما علق عليه بقوله: «مشهد رهيب.»

وافقته إيلين الرأي.

قال لها إنه جارهم، كان قد بنى منزلا فوق الجبل. وشأنه شأن الكثير من الأغنياء كانت تبدو عليه سيماء الإخلاص والحيرة والهم، والسعي وراء نيل ما يجب نيله.

ثم استطرد: «كان لدينا منزل في نورث فانكوفر، ولم أكن متأكدا لوقت طويل إن كنا محقين في التخلي عنه. لم أكن متأكدا أنني قد أحب هذا المشهد بهذا القدر. تعودنا أن ننظر إلى الخارج ونرى انحدار هذا الجبل، في المكان الذي نحن به الآن تماما. والجسر والمدينة، وفي يوم صاف نستطيع أن نرى جزيرة فانكوفر، وبالنظر غربا ترين غروب الشمس. منظر بديع، ولكني واقع في غرام هذا المشهد بالقدر نفسه لدرجة أنني لا أرغب في العودة أبدا.»

بادرته إيلين متسائلة: «هل أنت مغرم دوما بالمناظر الطبيعية؟»

فكرر كلامها: «مغرم دوما بالمناظر الطبيعية؟» ثم مال برأسه عن يمينه وأسبل عينيه كمن ينتظر أن يسحر.

فأردفت: «حسنا، تخيل أنك في حالة مزاجية سيئة، أنت تعرف، من الممكن أن تكون في حالة مزاجية سيئة، ثم تنهض وتفرد ذراعيك عن آخرهما وأمامك هذا المنظر الرائع. وطوال الوقت لا تستطيع الذهاب بعيدا عنه، ألا تحس أبدا أنك لست أهلا لذلك؟» «لست أهلا لذلك؟» «مذنب.» قالتها إيلين بإصرار بالرغم من لهجتها المتأسفة، ثم أوضحت قائلة: «ألا تشعر بالذنب لأنك لست في مزاج أفضل؟ تشعر بأنك لا تستحقه؛ هذا المنظر الخلاب؟» ثم أخذت رشفة كبيرة من الشراب، متمنية بالتأكيد أنها لم تدخل في هذا الحوار من الأساس.

رد الرجل في زهو: «ولكن ما إن أرى هذا المنظر الخلاب، حتى أنسى حالتي المزاجية السيئة على الفور. إن تأثير هذا المنظر علي يفوق تأثير بضع كئوس من الشراب، أكثر من تلك الأشياء التي يشربونها بالأسفل. إضافة إلى أنني لا أومن بالحالات المزاجية السيئة، الحياة أقصر من أن نضيعها في تلك السخافات.»

Página desconocida