132

El Secreto Oculto

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

Editorial

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Ubicación del editor

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

ويُروى عن الحسن والحسين أنهما قالا لعبد الله بن جعفر ﵃: إنك قد أسرفت في بذل المال. فقال: بأبي أنتما وأمي، إن الله قد عودني أن يتفضّل عليَّ وعوّدتُه أن أتفضّل على عباده، فأخاف أن أقطعَ العادةَ فيقطع عني (١) . وقال المأمون لمحمد بن عباد المهلبي: أنت مِتلافٌ، فقال: مَنعُ الجودِ سوءُ الظنِّ بالمعبود (٢) .

= يقضي عن الأباعد، ويحمل الكلَّ، ويطعم في المجاعة، ولا يصنع هذا بي؟ قال: فلك أربع حوائط، أدناها حائط منه خمسين وسقًا. قال: وقدم البدوي مع قيس، فأراه وسقته، وحمله، وكساه. فبلغ ذلك النبي ﷺ من فعل قيس فقال: «إنه من بيت جُود» . وقال الأعرابي لسعد حين قدم: والله ما مثل ابنك ضيَّعت ولا تركت بغير مال، فإنك سيدٌ من سادات قومك. نهاني الأمير أن أبيعه فقلت: لِمَ؟ قال: لا مال له. فلما انتسب عرفته، وتقدمت لما أعرف أنك تسمو إلى معالي الأخلاق وجسيمها، وأنك غير مذمومٍ لمن لا معرفة له لديك» . انتهى. قال أبو عبيدة: أخرج هذا الحديث -مطولًا ومختصرًا-: الواقدي في «المغازي» (٢/٧٧٥) وابن أبي الدنيا في «قرى الضيف» (رقم ١٩)، والدارقطني في «المستجاد» (رقم ٤٧، ٤٨، ٥٠)، وابن جرير في «التاريخ» (٢/١٤٧)، وابن عبد البر في «الاستيعاب» (٣/١٢٩٠)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤٩/٤٠٩-٤١٠، ٤١١، ٤١١-٤١٢، ٤١٤، ٤١٥)، والمزي في «تهذيب الكمال» (٢٤/٤٣) من عدة مخارج، وطرقه لا تسلم من كلام، وبمجموعها ينهض هذا الحديث للاحتجاج، ويصل لدرجة الحسن لغيره. وانظر كلام العلماء عليه في: «تخريج العراقي على أحاديث الإحياء» (٣/٣٦٢)، «الإصابة» (٥/٤٧٦)، «فتح الباري» (٨/٨١)، وفي «زاد المعاد» (٢/١٥٩) تنبيه على عدم ثبوت ما ورد من كثرة نحر قيس بن سعد للجزر، وعبارته: «ولا يعقل أن تصل رواحله وحده إلى هذا العدد الكثير» . قلت: اللهم إلا أن يكون اشترى ذلك من غير العسكر، كما نبه عليه ابن حجر. (١) أخرجه البيهقي في «الشعب» (٧/٤٣٧ رقم ١٠٨٨٤)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٢٧/٢٩٢) . (٢) الخبر ذكره الغزالي في «الإحياء» (٨/١٩٠- مع «الإتحاف»)، والقلعي في «تهذيب الرياسة» (٣٧٢)، والجهشياري في «الوزراء والكتاب» (ص ٢١٥)، والنويري في «نهاية الأرب» (٣/٢٠٥)، والتنوخي في «المستجاد» (رقم ٩٧- بتحقيقي) . =

1 / 143