106

El Secreto Oculto

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

Editorial

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Ubicación del editor

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= له مصعد صعب ومنحدر سهل ومن رام اكتسابه من وجه صعب عليه، فالمكاسب الجليلة قليلة عند الحر العادل، ومن رضي بكسبه من حيث اتفق فقد سهل عليه، والفاضل ينقبض عن اقتناء المال، ويسترسل في إنفاقه، ولا يريده لذاته، بل لاكتسابه المحمدة به، ولا يجمع المال عنده مدّخرًا، كما قال الشاعر: لا يألف الدرهم المضروب صرته ... لكن يمر عليها وهو منصرفُ إنا إذا اجتمعت يومًا دراهمنا ... ظلت إلى طرق المعروف تنصرفُ وغير الفاضل يسترسل في اقتنائه وينقبض في إنفاقه، ويطلب لذاته لا لادخار الفضيلة به. قاله الراغب في «الذريعة إلى مكارم الشريعة» (٢٧٤-٢٧٧) . قال أبو عبيدة: وما ذكره المصنف من أن الخيرية ليست لذاتها دلت عليه نصوص، وهو قول جماعة من المحررين المدققين من العلماء، وهذا التفصيل: - أخرج الخرائطي في «مكارم الأخلاق» (٥٤) بسندٍ صحيح من حديث أبي قتادة قال: قال رسول الله ﷺ: «يا أيها الناس ابتاعوا أنفسكم من الله من مال الله» . وانظر: «الصحيحة» (٢٧١) . - وأخرج أحمد (٥/٢١٨-٢١٩)، والطبراني في «الكبير» (٣٣٠٠، ٣٣٠١) وغيرهما من حديث أبي واقد الليثي قال: كنا نأتي النبي ﷺ إذا أُنزل عليه، فيُحدِّثنا، فقال لنا ذات يوم: «إن الله ﷿ قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة» وإسناده حسن، وقال شيخنا الألباني -رحمه الله تعالى- في «السلسلة الصحيحة» (١٦٣٩): «وللحديث شواهد كثيرة معروفة، فهو حديث صحيح» . أما بالنسبة إلى منعه وحرمانه، فإن ذلك محمود لمن ترتب في حقّه ما حصل مع الزاهدين والصالحين من الصحابة ومن سار على منوالهم، أمثال: أصحاب الصفّة. أخرج أحمد (٦/١٨-١٩) -ومن طريقه ابن الشجري في «الأمالي» (٢/١٨٥) -، والترمذي (٢٣٦٨)، وابن حبان (٧٢٤)، وابن جرير في «تهذيب الآثار» (١/٢٨٧ رقم ٤٨٢- ط. شاكر)، والطبراني (١٨ رقم ٧٩٨- ٨٠٠)، وأبو نعيم (٢/١٧) بسندٍ صحيح عن فضالة بن عبيد، قال: كان رسول الله ﷺ إذا صلّى بالناس خرَّ رجال من قامتهم في الصلاة، لما بهم من الخصاصة (الجوع) -وهم من أصحاب الصُّفة- حتى يقول الأعراب: إن هؤلاء مجانين، فإذا قضى رسول الله ﷺ الصلاة انصرف إليهم، فقال: «لو تعلمون ما لكم عند الله ﷿، لأحببتم لو أنكم تزدادون حاجةً وفاقةً» . وانظر: «السلسلة الصحيحة» (٢١٦٩)، «رجحان الكفة» (ص ٢٨٨-٢٨٩- بتحقيقي) للمصنف =

1 / 117