El secreto de la elocuencia
سر الفصاحة
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ_١٩٨٢م
أشرف منها بدرجة عالية. فإن زعم زاعم: أن أبا الطيب قصد بقوله الأستاذ تقريع كافور بذلك بأنه خصي ونقصه كما كان يقصد ذلك بذكر سواده فإن هذه اللفظة أعني الأستاذ قد صارت في العرف مختصة بذلك وقد قال أبو الطيب كان كافور الأخشيدي يشق عليه أن يعرض له بالسواد فكنت أعتمد معه في كل قصيدة ذكر سواده حتى قلت فيه: بشمس منيرة سوداء ١. وقلت:
سوابق خيل يهتدين بأدهم٢.
وغير ذلك مما هو موجود في المديح لكافور فلعمري أن هذا القول مروى عن أبي الطيب لكنا إذا تكلمنا على المديح وما يجب أن يكون مبنيًا عليه من التعظيم للمدوح لم نعرج على ما يقصده المادح من منافاة هذا الغرض إذ كان هذا بخلاف ما هو بصدده وقاصده وليس يكون فيه أكثر من عذر المادح وأنه لم يخف عنه ما يجب عليه وإنما قصده وتعمده فأما أن يكون ذلك سببًا لصحة الكلام في نفسه فلا ونحن إنما نتكلم على ذلك.
فأما قول أبي الطيب أيضًا:
فلا فضل فيها للشجاعة والندى ... وصبر الفتى لولا لقاء شعوب
فإن الندى ها هنا حشو يفسد المعنى وذلك أن مقصوده أن الدنيا لا فضل فيها للشجاعة والصبر لولا الموت لأن الشجاعة إذا علم أن يخلد فأس فضل لشجاعته وكذلك الصابر فأما الندى فمخالف لذلك لأن الإنسان إذا علم أنه يموت هان عليه بذل ماله وكذلك يقول إذا عوتب
١ وتمام البيت: يفضح الشمس كلما ذرت الشمس ... بشمس منيرة سوداء ٢ وتمام البيت: فدى لأبي المسك الكرام فإنها ... سوابق خيل يهتدين بأدهم
1 / 150