ويستحب للملك سهر أول الليل إلى نصفه لقضاء المهمات والقصص المستورات . ونوم النهار عون على سهر الليل يذهب تعب السهر . والحمام من غير إطالة محبوب والتعهد بالأشربة الموافقة للأمزجة . وليحترز من تزوير العلائم ويمتحن ويستدرج فالخطوط تشتبه فأول داهية عثمان ابن عفان رضى الله عنه كانت من توقيع محمد بن أبي بكر رضى الله عنهما وهي مذكورة في سير الناس يتداول بها القصاص ولا يفضل السراري و النساء فقد يحصل من مراجيح الغيرة ما لا طاقة به فكم محمول على الغيرة ثمرتها أعظم من ثمرة الحسد ويجب على الملك أن يكون وحيدا لا أحد له من حيث السياسة ولا يركن إلى الأمن من خوف الذم فبرهان الشعر ظاهر من قوله : فلم تزل قلة الإنصاف قاطعة . . . بين الأنام ولو كانوا ذوي رحم ويجب عليه التعهد لأصحاب أبيه ولو كان فقيرا ومراعاة أصحابه الذين خانوا معه قبل سلاسل التمليك . فمن لطافة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كانت تتردد إليه امرأة يهودية فنهض لها قائما فقالت له في ذلك عائشة رضي الله عنها أتقوم لامرأة يهودية قائما قال هذه كانت تتردد إلينا في زمن خديجة رضى الله عنها وحسن العهد من الإيمان وبزيادة الشعر قادح . لا تلق في بئر شربت زلالها . . . قذرا فمنه يقال إنك غادر
Página 16