في ذكر صفات منامك : أيها الملك إذا كنت في سفر فبرجا أو حرسا حادا أو مشاعل وكن متيقظا لنفسك وأشبع بالنهار وأسهر بالليل بالمنادمة والقصص والسير وتدبير الأشغال وإن كان في الحصن فشد حراسة الباب و السور وليكن البواب من جملة البراني ونم وحدك في مقصورة لطيفة . واهلك خارجها والمفتاح عندك فإذا استدعت نفسك بعض جواريك فلا تستدع الباردة الثقيلة فمعاشرة الوحش الخفيف خير من حسن الثقيل : قيل لجعفر الصادق رحمه الله تعالى لم تختار السود على البيض فقال مصيف ومشتى وأخونة شتى : قال عبد الملك بن مروان أطيب الجماع أفحشه ، وقد شكا بعض الملوك من قلة الإنعاظ وكان يخاف الأدوية الحارة فاتخذوا له كتاب الباه بطريق الحكايات فعلت فلانة وفعل بفلانة كما قال ابن الحجاج ما كرهن النساء للشيب إلا . . . أنه مؤذن بنوم الذكور وأنظر البيت الذي في القصيدة اليتيمة و لهاهن راب مجسته . . . ضيق المسالك حره وقد و إذا طعنت طعنت في لبد . . . و إذا جذبت يكاد ينشد واختلف جاريتان عند المأمون سوداء وبيضاء فقالت البيضاء الثلج يصلح للدواء . وبياض الشمس عجب . وخير الثياب البيض والبيض أحسن من الفحم . فقالت السوداء عنبر أشهب وعود قماري . . . يتعاطى عند العناق لذيذا وفحم الشتاء خير من حمأة الصيف الباردة . وعيب الشيب شديد . والبياض في العين عمى . وليلة القدر خير من ألف شهر . و سواد الشباب يطلبه . . . الغانيات حقا عجولا وسواد ثياب بني العباس أهيب . وعندنا مجامر الشتاء بساتين المصيف ثم أنشدت . أحب لحبها السودان حتى . . . أحب لأجلها سود الكلاب ولكثير عزة . وحكى لي من أثق به أن المنصور أغرى بقتل العلويين حتى نفر أكثرهم إلى اليمن فلما وصلت النوبة إلى المأمون وكان يتولى محبة أهل البيت فسأل عمن بقى من الأشراف الفاطميين فأخبروه عن قوم منهم بأرض اليمن فنفذ إليهم ليستعطفهم فأجمعوا رأيهم على أن كل واحد منهم يبعث شخصا يشبه به من وكيله أو غلامه فان كان خيرا فما يضره وإن كانت الأخرى فلهم الأسوة بالسادات فلما وصلوا إلى المأمون أكرمهم وأعطاهم وتزوجوا وتوطنوا فإذا وجدت شريفا مفتخرا غير ذاك ولأزكى فهو منهم إذ هذا البيت المعظم لا انبساط للفحشاء على منازلهم وهو معنى قوله نحن أهل البيت لا نفجر ولا يفجر بنا . والله أعلم .
Página 37