يا إسكندر قد علمت أن عن يمينك A وشمالك ملكان يحصيان عليك الدقيقة والجليلة من قولك وفعلك ويعرفان به بارئك بحصى أمرك تحصي من يعرض جميع ما يسره ويعلنه على بارئه. يا إسكندر، ما الذي دعاك إلى الحلف، فوالله ما خربت مملكة ايتاخ وسقور وهناهيم إلا أنهم استعملوا النكث في إيمانهم وديانتهم. يا إسكندر، لا تقل فيما قلت فيه نعم، ولا نعم فيما قلت فيه لا، إلا أن يؤدي إلى ذلك سياسة ضرورية، وبالاستثبات وخوض الرأي مع من تثقه تسلم من ذلك حتى لا يظهر اضطراب في قولك وفعلك.
يا إسكندر، لا تثق في خدمة نفسك من النساء إلا بما خبرت ثقتها على نفسك ومالك. فإنما أنت وديعة بأيديهن وتحفظ من السموم، فقديما صرعت الملوك ولا تثق في طبك بواحد، فالواحد مخدوع، وإن أمكنك أن يكون أطباؤك عشرة فافعل ولا تستعمل دواء إلا باتفاق منهم،
Página 12