فأما الروم، فقالت لا عيب على الملك إذا كان لئيما على نفسه سخيا على رعيته، وقالت الهند، اللئوم على نفسه وعلى رعيته صواب، وقالت الفرس السخآء على نفسه وعلى رعيته صواب واجمع الكل منهم أن السخآء على نفسه مع اللئوم على رعيته عيب وفساد على الملك وقد وجب علينا إذا نصبنا أنفسنا للبحث أن بنين ما السخآء وما اللئوم وما الإفراط السخآء وما الآفة التي يكون في تقصيره وقد يظهر أن الكيفيات تعاب إذا ظهرت من الحاشيتين جميعا وأن ما بين الحاشيتين من الاعتدال لا يلزمه ذمه وأن تدبير السخآء صعب تدبير اللئوم سهل وحد {وهذا} سخاء ما يحتاج إليه عند الحاجة وأن يوصل ذلك إلى مستحقه بقدر الطاقة فمن جاوز هذا فقد افرط وخرج عن حد السخآء إلى التبذير وذلك أن من بذل A # مالا يحتاج إليه كان غير محمود عليه ومن بذل في غير وقته كان كالهارق المآء المر على شاطئ البحر ومن بذل ما يحتاج إلى مالا يحتاج إليه وكان ذلك على غير استحقاق كان كالمقوي عدوه على نفسه فكل ملك يبذل ما يحتاج إليه في وقت الحاجة اليه ويوصل ذلك إلى المستحقين به فهو سخي على نفسه وعلى رعيته مصيب في فصله سياس لا مره هذا الذي سمته الاوآيل سخيا كريما لا الذي يبذل المواههب ويعطي الرغايب من لا يستحقها فذلك المبذ رالمفسد لاموال المملكة والبخل بالجملة الى اسم لا يليق بالملوك ولا يقترن بالمملكة ومتى كان في جبله ملك من الملوك فواجب عليه شطايا مملكته إلى ثقة يرتضيه من خاصته ممن يمسك عليه يا اسكندر أنا أقول لك أي ملك تجاوز في السعة ما ليس فيه تقصير عن المبالغة في تبذير وكلف مملكته ما لا تطيق فقد هلك واهلك كاانى أقول B لك يا اسكندر وقديما لم ازل أقول لك إن السخآء والكرم وبقاء الملك انما هو الإمساك عما في ايدي الناس والكف عن اموهلهم.
ولقد رأيت لهرمس وصايا في بعض وصاياه أن من المروة التامة للملك ورجاحة عقله وتمام ملكه ودوام ناموسه أن يكف عن أموال الناس. فقامت الجماعات عليهم فباد ملكهم وهذا أمر لازم لأن المال هو علة البقآء للنفس الحيوانية فهو حزء منها ولا بقآء للنفس بفساد الجزء وحسن السخآء والكرم ترك التجني والبحث عن بواطن العيوب والإمساك عن ذكر المواهب كما ان تمام الفضايل الصفح عن التوبيخ وإكرام الكريم والبشر عند اللقآء ورد التحية والتفافل عن خطأ الجاهل يا إسكندر قد بنيت لك ما لم أزل أبينه وقد تقرر من هذا في نفسك ما أرجو أن يكون بامتثالك له فوزك. ...
... إلا إني أقول لك حكمة مختصرة ولو لم أقل لك غيرها لكانت كافية في جميع سياسات A الدنيا والآخرة،
Página 7