El Camino Correcto
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم - الجزء1
Géneros
على عدم جواز ذلك مطلقا عليهم وبعضهم أجازه سهوا منهم وربما استندوا في ذلك إلى ظواهر آيات تدل على ذلك وهي أوهام كاذبة قد علم جوابها من التنزيهات وغيرها والدليل على العصمة مطلقا أن عدمها في وقت ما يناقض المقصود من بعثهم وهو امتثال أمرهم الذي لا يتم إلا بالوثوق بقولهم المسبب عن العلم بعدم صدور الذنب عنهم ولو جوزوا معصيتهم جوزوا تزيدهم ونقصهم في مأموراتهم ولو صدر الذنب عنهم لهبطوا عن منازل العوام لعلو قدرهم ولردت شهادتهم لآية إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا وذلك يناقض قوله تعالى ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ولأن معصيتهم تقتضي وجوب أذاهم ونبوتهم تقتضي تحريمه فلا يجتمعان فمتى ثبتت المعصية انتفت النبوة وبالعكس ولأنه لا يجب اتباعهم إلا بعد العلم بصدقهم ومع تجويز عصيانهم لا نعلم بصدقهم بل في ذلك التنفر عنهم.
إن قيل إن أكثر الناس لم يتنفر عنهم مع اعتقادهم عدم عصمتهم قلنا الذنب إذا حصل منهم لا يوجب ترك قولهم بالكلية فإن العصمة لما كانت مقربة غير موجبة للاتباع كان عدمها غير موجب للامتناع فقبول المجوزين لعدم عصمتهم لا يقدح في أن عصيانهم مفسدة وحينئذ فالعصمة واجبة.
إن قيل فالصغائر منهم لا توجب التنفر عنهم لوقوعها مكفرة قلنا هذا بناء على التحابط وهو باطل ولأن الصغائر لا يميزها أكثر الناس من الكبائر فينفروا بسببها مطلقا ولا يعرف الأكثر تكفير الصغائر فلا يزول التنفر فلا يحصل النفع بالتنذير على كل تقدير فقبح الله قوما أضافوا إلى نبيهم ما تتنفر منه عقولهم ويبرءون منه لو نسب إليهم فنسبوه إلى عدم الغيرة والأنفة حيث روى مسلم والبخاري أن عائشة وضعت خدها على خده وتفرجت على السودان
Página 51