Sirat Muluk Tabacina
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Géneros
حتى إذا ما وصلت الأخبار إلى التبع الجديد - كليب بن ربيعة - عن تلك الاستعدادات التي يجريها «عمران القصير» بعدن وحضرموت، استنفر من فوره قومه، لأهمية وضرورة التنبه لما يحدث، وقبل أن «تقع الفأس في الرأس»، وتسقط البلاد في أيدي تباعنة اليمن مرة ثانية.
وهكذا خرج كليب في كامل عدته وعتاده للقاء جيش عمران القصير الذي جاءهم بجيشه منتقما هذه المرة.
والتقى الجيشان واشتعلت لهيب الحرب، «حتى عظمت الأهوال، وظل كليب يفتك بهم وبأفيالهم وبفرسانهم كمثل ليث ضار، إلى أن تمكن من منازلة قائد اليمانية ذاته - عمران القصير - أياما طوالا، فظلا في حرب وقتال، إلى أن أرداه كليب صريعا.»
وعاد كليب راجعا إلى الشام، فدخلها «كالبازك»، أو كمثل صقر محاط بالعز والنصر.
وهنا لم تجد «البسوس » لها منفذا، سوى مواصلة استعداداتها للانتقام الأسود المبيت سرا!
الفصل العاشر
انتقام البسوس
استبشرت أقوام اليمن والجنوب العربي باعتلاء التبع الجديد «ذو اليزن» عرش التباعنة، وهو ابن عمرو الذبيح.
وكأن كل ما حدث من كبوات مقوضة لملك الحميريين في السنوات الأخيرة، والتي اختتمت بمصرع التبع حسان بدمشق، لم يكن أكثر من تكفير عن اغتيال عمرو - والد ذو اليزن - الذي تسمى بالممزق أو الذبيح.
وها هو أخيرا ابنه الوحيد - ذو اليزن - يحكم حمير، بعدما أصابها وأدماها من كبوات جسيمة، جاءت متلاحقة كعقاب على ما قد اقترفت يداها.
Página desconocida