Sirat Muluk Tabacina

Shawqi Abd el-Hakim d. 1423 AH
150

Sirat Muluk Tabacina

سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا

Géneros

تساءلت بصوت عال: من؟ - النيل!

ضحكا طويلا وهما يواصلان عدوهما في مرح أبدل من تعبهما وما بذلاه من جهد خارق للإفلات من تلك المكيدة التي كادت أن تودي بحياة شامة هذه الليلة. - عروس النيل، أم عروس ذلك «الفحل» الأبله - مقلقل - ابن أرعد؟

قالت: النيل أرحم!

وضاحكها سيف وهما يتوقفان في الخلاء الفسيح المحيط بهما لحظة كافية «لتغيير ريقهما» بتناول التمر واللبن قائلا: هل يمكن تصور ما حدث يا شامة؟

واصل: أن ننجح معا في تخليص ربوع هذه البلاد من وريث سيف أرعد.

ألقت برأسها بين أحضانه مسبلة عينيها كمن تحلم طويلا. - متى نخلص من أرعد ذاته؟ متى؟

واستبدت بها المخاوف من ذلك المصير المظلم الذي سينتظر والدها الشيخ من انتقامات ملك الأحباش لمصرع ولده ووريثه، مقلقل ذلك «الفحل» المتهتك.

وطمأنها سيف بن ذي يزن قائلا بأنه قد وضع لكل شيء حسابه، والمهم الآن هو أمنهما هما معا من ذلك الجنون الذي سيستبد بالأحباش وملكهم، على طول أفريقيا مشرقا ومغربا. - المهم هو مواصلة الطريق، حتى المرفأ الآمن، المهم هو اليقظة، هيا. - واصلا عدوهما من جديد، باتجاه مدينة ضخمة غاصة بالأضواء والفرح، تسد الأفق البعيد، إلى أن وصلاها مع الغسق، فدوت الأبواق معلنة قدومهما وانفتحت البوابات، على اتساعها واحتوتهما وفي أعقابهما جوقة الحرس داخلة، حتى إذا ما أصبح سيف بن ذي يزن وسط أفسح ساحاتها، شهر من فوره رأس ابن سيف أرعد. - رأس مقلقل.

هنا دوت المدينة بالفرح والتكبير والدعاء والهتافات للملك التبع المنتصر من كل جانب. - سيف اليزن، سيف اليزن!

أما ملك الحبشة سيف أرعد، فقد غابت الدنيا على اتساعها أمام عينيه، حين حملت إليه الأخبار مصرع ابنه ووريثه داخل تلك القلعة الحصينة التي جرى فيها احتفال هذا العام بعروس النيل. - بأيدي خارج أثيم، مجهول.

Página desconocida