وكان له صديق يتحفه كل سنة بعدد من الرمان فلما كان في بعض السنين زاد على رسمه وعادته، فسأله عن ذلك، فقال: إن(1) الله زاد في رماننا فزدنا في رسمك، فلما اراد الخروج شكا عن بعض الناس، فقال: ردوا عليه رمانه كله، وأمر بإزالة شكايته، ورفع الأذى عنه.
وكان عليه السلام يضايق الكبار في المراتب عند النكايب والتخاطب، كان يكتب إلى كبار السادة: للفاضل إلى فلان. من دون شريف ولاسيد، وكان لايحذف (من) من اسمه.
وكتب إلى محمود بن سبكتكين صاحب غزنة ، فكتب على العنوان: السلطان المعظم، والملك المبجل أبو القاسم محمود بن سبكتكين. ولم يكتب: مولى أمير المؤمنين، وكتب عند اليسار: من المؤيد بالله. فأشير عليه بحذف (من) فقال: من يجر مابعده لا ما قبله، فقلنا له: لكن العادة لم تجر بذلك، فقال لنا: أن نغير العادات.
Página 6