الامام لم يمهل عليه وضربه فرفع على الأرض قطعتين فاخذ الامام جميع ما معه وتركه ورجع إلى مكانه فلم يكن الا هنيهات وقد اقبل على آخر على مثل وهو ينادي بصاحبه المعين قف حتى أجمع سهمي بسهمك ونسير جميعا فلم يرد عليه فما استم كلامه الا وقد وافاه الامام ولوى شماله إلى يمينه وقبض عليه ودق عنقه في الأرض وضم الجواد إلى الجواد والماشية وجر الرجل الأول من الطريق إلى خارج المضيق وجر صاحبه إليه ورجع إلى مكانه فلم يستقر فإذا هو بصهيل خير ورعاة إبل وبعار غنم وثلاثة فوارس من وراء تلك الأغنام والإبل والخيل فتفكر الامام فيما يحتال به عليهم ساعة حتى خرجوا من المضيق فاسف الامام من خروجهم وخاف ان ينبههم قبل ان يفرغ منهم فتقدم الامام إلى أحدهم وضربه بالسيف على مراق بطنه فسقط إلى الأرض نصفين فالتفت إليه صاحباه فوثب الامام عند التفاتهما وضرب أحدهما فجندله وأراد الثالث فسبقه إلى داخل المضيق وهو صارخ مستغيث بأصحابه ويقول أدركوني فقد هلك أصحابكم وهلكتم جميعا فاطلبوا لأنفسكم الخلاص فقالوا بأجمعهم يا ويلك ما الذي دهاك فقال يا قوم انه باب المضيق موت نازل وهو لكل من خرج منكم قاتل فصاح به المغضب وقال يا ويلك وسأله عن حاله فأخبره بما رأى وعاين من أمير المؤمنين فقال له السيد رأيت من شجات مزعجات لا تكون لبشر قط ولكنه سماوي الفعال فصاح به اللعين وقال لعل ان يكون معه جيش كثير فقال يا مولاي ما معه غيره وهو أسعى على اقدامه إذا وثب جاوز الفرس بالوثبة ويخلع الرأس من الرقبة فصاح به المغضب وقال لا أم لك لعله يكون من بعض عمار هذا المكان ثم التفت إلى رجلين من قومه عرفوا بالشدة والقوة والمراس فقال لهما المغضب انظر إلى ما يقول الجبان فنهض على أقدامهما وركبا خيولهما وسلا سيوفهما إلى أن قرب من باب المضيق فصارخا من الطارق لنا في هذا الليل الغاسق المعترض لنا فان كنت من الجن فنحن من مردة الجن وان كنت من الانس فنحن من عتاة الانس فمن أنت يا ويلك انطلق قبل ان نرميك بالعطب ونحلك بالويل والغضب هذا
Página 24