سيرة ابن هشام ت طه عبد الرؤوف سعد

Ibn Hisam d. 213 AH
72

سيرة ابن هشام ت طه عبد الرؤوف سعد

سيرة ابن هشام ت طه عبد الرؤوف سعد

Investigador

طه عبد الرءوف سعد

Editorial

شركة الطباعة الفنية المتحدة

Géneros

عباد سعد: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ لِبَنِي مِلْكَان١ -بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيمة بْنِ مُدْرِكة بْنِ إلْيَاسَ بْنِ مُضر- صَنَمٌ، يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ: صَخْرَةٌ بفَلاة مِنْ أَرْضِهِمْ طَوِيلَةٌ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مِلكَان بِإِبِلِ لَهُ مُؤَبلة؛ لِيَقِفَهَا عَلَيْهِ، التماسَ بَرَكَتِهِ –فِيمَا يزعُم– فَلَمَّا رَأَتْهُ الْإِبِلُ وَكَانَتْ مَرْعيَّة لَا تُركب، وَكَانَ يُهْراق عَلَيْهِ الدِّمَاءُ نَفَرَتْ مِنْهُ، فَذَهَبَتْ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَغَضِبَ ربُّها المِلْكاني، فَأَخَذَ حَجَرًا فَرَمَاهُ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، نفَّرت عليَّ إبِلِي، ثُمَّ خَرَجَ فِي طَلَبِهَا حَتَّى جَمَعَهَا، فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ لَهُ قَالَ: أَتَيْنَا إلَى سعدٍ، ليجمعَ شملَنا ... فَشَتَّتَنَا سَعْدٌ، فَلَا نحنُ مِنْ سعدِ٢ وَهَلْ سعدُ إلَّا صَخْرَةٌ بتَنُوفةٍ ... مِنْ الْأَرْضِ لَا تَدْعُو لِغَي وَلَا رُشْد٣ دوس وصنمهم: وَكَانَ فِي دَوْسٍ صَنَمٌ لِعَمْرِو بْنِ حُمَمة الدَّوْسي. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: سَأَذْكُرُ حَدِيثَهُ فِي موضعه -إن شاء الله. ودَوْسُ بنُ عُدْثان بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الأسْد بْنِ الْغَوْثِ. وَيُقَالُ: دَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَهْرَانَ بنِ الأسْد بْنِ الغوْث.

١ ملكان بن كنانة بكسر الميم. قال أبو جعفر بن حبيب النسابة: كل شيء في العرب فهو مِلْكان بكسر الميم ساكن اللام، غير ملكان في قضاعة، وملكان في السَّكُون، فإنهما بفتح الميم واللام فملكان قضاعة: هو: ابن جَرم بن زبان بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قضاعة، وملكان السّكون هو: ابن عياد بن عياض بن عقبة بن السكون بن أشرس من كندة. ٢ ويمتنع في العربية دخول "لا" على الابتداء المعرفة والخبر إلا مع تكرار: "لا" مثل: أن تقول لا زيد في الدار ولا عمرو، وذكر سيبويه قولهم: لا نَوْلُك أن تفعل، وقال: وإنما جاز هذا؛ لأن معناه معنى الفعل. أي: لا ينبغي لك أن تفعل، وكذلك ينبغي أن يقال في بيت الملكانى: أي: لم يقلها على جهة الخبر، ولكن على قصد التبري منه، فكان معنى الكلام: فلا نتولى سعدًا، ولا ندين به، فهذا المعنى حَسَّن دخول "لا" على الابتداء. ٣ بتنوفة: بأرض جرداء.

1 / 76