وما فرقة الأولاد إلا مصيبة
فما يدخل عيني قط سهاد
وهنا أرسل السلطان يستأذن زوجها أمير مكة، وحصل منه على موافقة بالتخلي عنها للزوج - السياسي - القادم الفرمند حاكم مصر العدية.
وهكذا تم الزواج بالفعل بين الجازية، وذلك الأمير ماضي، وتصف السيرة الفرح أو العرس المصري على نحو لا يختلف كثيرا عما يتواتر ممارسته إلى أيامنا. «وكان الماضي قد زين القصر بأنواع الحرير والقماش الفاخر، واستقبلهم أحسن استقبال، ونزلت العروس عند الحريم، ثم دارت الحلويات وكاسات الشربات على مائدة الأمراء والسادات، وبعد ذلك حضرت سفرة الطعام، وفيها من جميع اللحومات كالضأن والدجاج. وبعد أن أكلوا وشربوا ولذوا، رقصت النساء والبنات، وغنت المغنيات بأنواع الأصوات، واستمر الحال والقوم في فرح وسرور مدة ثلاثة أيام، واتفق في اليوم الرابع أن استأذن الأمير حسن من الماضي بالمسير لبلاد الغرب، فقال الماضي: أيها الملك تقوم عندي في هذه الأطلال، فبلادي واسعة كثيرة المراعي والأوفق نبقى معا.» «ولما صممت بني هلال على الذهاب والرحيل، جعلت الجازية تبكي بدمع غزير؛ لأنه لم يكن صبر ولا سلوان على فراقهم، فلما زاد عليها الحال أكثرت من النحيب والأعوال، فانزعج الماضي، وسمح لها بالذهاب معهم إلى الغرب، ففرح بذلك الأمير حسن، وحالا أمر الفرسان بالركوب، فركبت الفرسان، وساروا قاصدين بلاد الغرب، فعند ذلك ركب الماضي بالفرسان، وساروا بصحبتهم مسافة 3 أيام، ثم حلف حسن عليه بالرجوع.»
وما إن وصل الهلالية تونس، حتى نزلوا بين جبلين بوادي مزهر اسمه وادي الرشاش.
وعلم الزناتي بخبر وصولهم على نحو - إثنوجرافي - ملفت، ذلك أنه طلب من ابن أخته الذي هو في موقع وزير داخلية تونس، العلام بن غضيبة المضي إلى الصيد والقنص، حتى إذا ما عاد بصيده ووضعه أمام الزناتي بادره: «يا علام، ما هذا الذي أرى؟ فلم يجلب لنا هذا الصيد إلا العجائب!»
1
فبادره العلام من فوره: «وأنا إقول إن ما جلب ذلك لنا ليس سوى العبد الذي حبست رفاقه
2 ... وها هو يحضر قومه بجحافلهم لاستباحة بلادنا.» وأنشد:
يقول الفتى العلام ولد غضيبة
Página desconocida