فما هم إلا من أهالي العيب
أبو زيد قدامك أبو زيد غانم
أبو زيد قدامك حزين كئيب
أبو زيد لك من المال جملة
ألفين سرية وألفين جنيب
فلما فرغ غانم من كلامه، وسمع الحاضرين، حزنوا على فقد دياب إلى أن تصدى لإنقاذه أبو زيد الهلالي بعد أن ضرب الرمل، ورأى أهوال دياب وحاجته للنجدة، بعد أن عرف بمكان دياب، وأسره في جزيرة قبرص عند ملك يدعى الهراس.» «وتجهز للسفر، فأخذ عشرة فرسان ، وصار يقطع البراري، وما زال سائرا حتى وصل قبرص (؟!) إلى أن وصل إلى باب المدينة رأى الهراس خارج بجماعة إلى الصيد والقنص، فعرف أبو زيد أنه الملك، فتقدم إليه وسلم عليه بأفصح لسان، وسحب المبخرة، وحط بخور، فعقد الدخان، وقال له: هذا البخور من دير الحيران، وطلع ثلاث شمعات، وقال له: خذ هذه من دير البنات ودير الحميرة المباركات، فقال الهراس: وقعت يا أبا زيد، وكيف خلصت وأنا مربط عليك الطرق؟ فقال سلامة: لا تقول هذا الكلام يا ملك الزمان، أنا خدام الملك مثقال ولي مائتين عام سابع ما خليت دير ولا صومعة ولا مجلس، وإنك الثالث على دياب وأسرته؛ لأنه قتل بدريس. فقال الهراس: يا راهب! أما دياب فقد مسكناه في الحديد رميناه، ولكن بحياتي عليك أنت بعينيك مثقال. فقال أبو زيد: أي وحق الإله المتعال. فعندما أخبروه والهراس كيف عمل في دياب وسريعا دخلوا إلى الديوان، وأمر أبو زيد بالجلوس، فجلس للطعام، فأكل ثم بدأ أبو زيد الملك حديثا ما سمع مثله في طول عمره، حتى ولا من العلماء والفلاسفة، فسر منه جدا، ونادى في أكابر ديوانه بأن يكون أبو زيد الكبير فيهم جميعا، فتقدم كبير الرهبان، كان حاضر ضرب الرمل، فعرف أنه أبو زيد، فقال الجميع: هذا كبير إنه إذا تغلب يكون اتغلبنا، وكان يسمى أو برناس، فتقدم لعند أبي زيد، يقول:
قال الراهب أبو برناس
اسمع قولي يا قاضي
أنا لك ضد بهزل وجد
وحق العهد وأبو شماس
Página desconocida