تولى قيادة الحركة الحسينية بعد غياب الحسين المهدي أخوه جعفر بن القاسم(1). وكان جعفر أكبر من أخيه الحسين بثلاثة عشر عاما، وقد تولى على صنعاء في حكم والده عام 391ه/1001م(2). وفي إمامة أخيه الحسين ولي صنعاء وصعدة أيضا(3). ولا تذكر المصادر شيئا معتبرا عن نشاطه بعد مقتل أخيه. إذ يبدو أن المتحدثين عنه يستندون جميعا إلى أخبار في تاريخ لصنعاء لم يكن مؤلفه يهتم إلا لما يتصل بالمدينة مباشرة. لكنهم يذكرون أن جعفرا وصل إلى صنعاء حوالي نهاية العام 413ه/ مارس 1023م قادما من عيان - التي يبدو أنها كانت دار المقام الدائم للأسرة - واستطاع دخولها بمساعدة حمير وهمدان. ثم ما لبث أن غادر صنعاء بعد شهر متجها إلى صعدة التي دخلها وأمر بإحراق بعض المنازل فيها، ربما لبعض أعقاب الهادي لموقفهم السلبي من ادعاء الحسين للمهدية. ثم عاد من هناك إلى عيان. ثم ما لبث أن استولى على صنعاء من جديد في صفر 415ه/ إبريل - مايو 1024م(4) . وفي عام 416ه/1025م ثار عليه الهمدانيون والحميريون وسيد مسور، وحاصروه في بيت شعيب لكنه استطاع الصمود(1). وتذكر المصادر أنه عاد بعدها لدخول صنعاء بدعوة من همدان في شهر ربيع 429ه/ شتاء 1037 -1038م(2). وعاد إلى المدينة مرتين عام 431ه/1039- 1040م. لكن شريفا ثائرا آخر هو أبو الحسن بن عبدالرحمن ما لبث أن استولى على صنعاء أواخر ذلك العام(3). وتمر سنوات سبع ويأتي العام 438ه/1046 -1047م فيقدم جعفر إلى صنعاء من جديد معينا هذه المرة للإمام الزيدي أبي الفتح الناصر الديلمي، الذي ما لبث أن سماه أميرا للأمراء، ومنحه ربع خراج البلاد. ولم يطل عهد الوئام بين العلويين فبدآ يتشاجران، ونشبت بينهما "عدة معارك" في إقليم أثافت وعجيب(4). وما لبثت خصوماتهما أن انتهت بإعلان علي بن محمد الصليحي للدعوة الإسماعيلية بجبل مسار لصالح الخلافة الفاطمية بالقاهرة في جمادى الآخرة 439ه/ ديسمبر 1047م. وقد أدى ذلك إلى تغيير جذري في الساحة السياسية باليمن.
Página 6