بأسهم ومن الأمير حمزة لا زوجته ببنتنك ونخصوصا إنه متى اتصل نسبك بنسبه يرى أنه له الحق في الملك إما على العرب وإما على العجم فتقع في أمر خطير يصعب علينا دفعه فيه| بعد وبقي بختك على الملك حتى غيره عن عزمه وأقنعه أن لا يزوج بنته بالأمير حمزة وإن في زواجها مضرة كبرى للفرس . وكانت مهرد كار تسمع كل هذا الكلام فاسودت الدنيا في عينيها وانقلبت أفراحها إلى أتراح وضاق صدرها فخرجت من أمام أبيها وذهبت إلى سريرها فانطرحت عليه حزينة كثيبة وبقي الملك والوزير فقال له كيف التدبير الآن للخلاص من هذه الورطة الوبيلة قال ان من الواجب أن تبقى أنت على قولك ولا ترجع عنه وإذا سألك حمرة الإنجاز بالوعد فقل له إني وعدتك ولا أرجع بوعدي وبنتي هي لك وقد طلبتها مني ومن اللازم أن تطلبها من وزيري بختك وبزرجمهر حيث أنبما مدبرا ملكي ولا ريب أن.
بزرجمهر يجيب وأنا أدبر أمري وأقول له شيئا تتخلص منه أنت على غير كدر ويبقى الأمر على حاله .
قال وبعد أن اتفقا على ما تقدم سار الملك إلى قصره وسار بختك فرحا مسرورا بنوال مراده لإقناع الملك بإرجاعه عن عزمه وبغضه لحمزة وسعيه مع وزيره على هلاكه وكان كسرى على جانب عظيم من البساطة أقل أمر يرجعه عن عزمه ولا سيا أن وزيره بختك كان معدود الخاطر عنده محبونا منه فهو بصفة وزير ديي وإمام في الدولة الفارسية في ذاك الزمان وما كان ذلك من كسرى إلا لحسن حظ حمزة وسوء حظ الملك ليجلب على بلاده حروبا وأهوالا ويرمي بنفسه في وهدة الأخطار ولم يعد يلتفت منذ ذلك اليوم إلى عمل الأمير حمزة معه ومعروفه ونسي ما هو عليه من البسالة والاقدام وما ذلك إلا بتدبيره سبحانه وتعالى يحبني ويميت ويقلب الأحوال فهو على كل شيء قدير قال فهذا ما كان من أمري كسرى ووزيره وأما ما كان من الأمير حمزة فانه قام في الصباح مسرورا فرحا وعول على الخروج من صيوانه إلى صيوان الملك: النعمان وإذا به يرى عند الباب نخادم مهرد كار ينتظر خروجه فارتبك من | إتيانه في مثل هذا الوقت على غير عادة فتقدم منه وسأله عن سبب مجيئه فدفع إليه كتابا كانت قد أعطته إياه سيدته ليعطيه إلى الأمير حمزة تذكر له فيه كل ما كان من أمر أبيها وبختك وما سمعته منه| وتذكر له فيه أن لا يظهر ذلك بل يبقى كاتمه في صدره إلى حين يرى ما يكون من أمر أبيها فاغتاظ الأمير حمزة من ذلك وقال لعن الله الفرس ف| هم إلا قوم أشرار ولا بد لي من هلاك بختك كيف ما كان الحال غير أنه وعى إلى كلام حبيبته وصبر على أمره وقال للرجل سلم على مولاتك وأخبرها أني سأكتم ذلك واصرف كل جهدي إلى دوام الألفة والمحبة بيني وبين أبيها إكراما لخاطرها ولو تحملت في ذلك صعوبة عظيمة وثقلة أعظم .
ثم إنه بعد ذلك سار إلى صيوان الملك النعمان فوجده له بالانتظار فقال له هلم بنا نسير إلى ديوان كسرى لنرى ما يكون من أمره في هذا اليوم ونطلب إليه أن يعين لنا يوم /4
Página desconocida