على زواجها ولا عدت ارجع عن عزمي فإذا صار لي ذلك عن رضا كان من جملة توفيق الباري سبحانه وتعالى وإذا امتنع الملك ولم يصر جردت سيفي ضد الفرس وأخذت من أحببتها بقوة السيف والسنان رغيا من كل ممانع .
وما استقر الأمير في صيوانه حتى جاء رسول مهردكار بالطعام فدفعه إلى عمر فقدمه إلى الأمير فأكل وبعد ان اكتفى ذهب إلى صيوان الملك النعمان فصرف السهرة عنده تلك الليلة تضبيعا للوقت وتسلية لنفسه وذهب عمر إلى أصحابه وجماعته وصرف وقتا عندهم على حسب عادته ومن ثم رجع إلى أخيه وعاد معه إلى صيوانه إلى أن كان اليوم الثاني مض الأمير حمزة ونزل إلى ديوان كسرى على حسب العادة مع الملك النعمان وجماعته فلاقاهم بالبشاشة والترحيب وأجلس الأمير في مركزه المعتاد وأخذ معه في الحديث وهو يظهر له طاعة وخضوع ويقدم نفسه إلى خدمته على طول الأيام وبررجمهر بيهم ترجمان . وفها هم على مثل تلك , الحالة وإذا بأحد الحجاب قد دخل على الديوان وقبل يدي الملك كسرى وقال له اعلم يا سيدي أن الباب مقبل البهلوان وهو يسأل الدخول عليك فهل تأذن له أن يدخل فقال دعه ' يدخل فلا سمع الأمير حمزة باسم مقبل البهلوان مالت نفسه إلى أن يراه ويعلم من هو هذا وإذا به قد دخل فنظر إليه فرآه كأنه الفيل قطعة كبيرة الدماغ والجثة طويل القامة كأنه النخلة لا'يوجد له ثان بين الرجال بأياد طوال وصدر واسع وأعين تقدم نارا وشرارا ولا وقف بين يدي الملك فقبلهها ووقف ينظر إلى اليمين والشمال فأمره كسرى أن يجلس فقال له إن سمح لي سيدي الملك لا أجلس إلا بعد ان يجيب طلبي ويمنحني ما أطلبه . قال وما تطلب إسألني فأجيبك قال إني لا أطلب إلا ما هو من حقوقي لأني بهلوان مقدم في كل بملواني بلادك وقد عرفت في هذه الأيام أن أحد العرب المعروف بالأمير حمزة قد جاء البلاد وأخذ الرتبة الأول عندك وأنعمت عليه بكل ما هو عزيز لديك ولذلك رأيت أن من الواجب ان أجرب نفسي 3 معه إما في القتال وإما في مقام الصراع فإذا صرعني فدمى مباح له وإذا صرعته يرجع بالخيية من بلادنا ولا يعود إلى الأفتخار علينا لأن كيف يكون بين فرسان الفرس الوف من البهلوانية ويأقي رجل بدوي ينال التقدم مع أن العرب على الدوام هم كعبيد لنا لا نرفع لهم شأنا ولا نعظم لهم قدرا .
فقال له كسرى دع هذا الطلب وارجع عنه فا انت من رجاله ولا أريد أن أخاطر بنفسك بصراعه وما في ذلك من فائدة فأنت عندي عزيز وهو أكثر عزة . قال كيف اتركه وأنت تعلم ان من الواجب على -خدام الملك أن يكونوا على الدوام سالكين مسلك الحد والاجتهاد فمن منهم نال الفضل اكتسب المقام الأول من حقوقي انا لا أدع احدا في ديوان سيدي مقدما علي فإذا قهرت حمزة كان لي المقام الأول عليه ويشهد الخاص والعام أني أشد منه بسالة واقداما ويحق لي الفسخر عليه وعلى سواه . قال هذا لا أوافقك عليه قط .
م 0
Página desconocida