كسرى وقد أرسلبي إليك بكلام أطلعك عليه حتى إذا رأيت فيه الموافقة والخير صدقته وإلا فالأمر لك فإني أسمع لك قال إن مولاي قد أخبرني أن أقول لك إنك تنظر إليه نظر العداوة مع أنه يرغب في نجاحك وفلاحك تعديت عليه وضربته على وجهه وتحرقت ناموسه بين عموم أعيان الفرس وفوق كل هذا وقد أوجعته ولحذا كان قد نوى ان يحقد عليك غير أنه رأى في ذلك صعوبة فأراد أن يتخذك خليلا وحليفا ويبدل ما بقالبك من الغيظ منه برضى وتكون أنت صديقه وتتخذه كا اتخذت بزرجمهر خصوصا لما رأى أن الملك يحبك حبا عظيا وليظهر لك برهانا على ما تقدم أمرني أن أعرض عليك أمر جواد عظيم موجود عند كسرى أنوشروان اسمه الاصفران لا يوجد له نظير في هذا الزمان فإذا ملكت هذا الجواد فزت على كل فارس وبطل ونلت كل ما تتمناه لأنه نادرة هذا الزمان ووحيد فيه يبلغ ارتفاعه ارتفاع الدمل أشقر صبوح الطلعة شديد القوائم واسع الصدر إلا أنه قوي جدا لا يقدر أحد أن يعلو ظهره إلا إذا كان مثلك فيقوده كالكلب وهذا من باب الحب والولاء وسوف تعلم إذا رأيت هذا الحواد أن بختك محب لك أكثر من غيره وذلك لما رأى أنه لا يصلح إلا لك ولا بد أن يصعب عليك كسرى أمرالحصو[عليه ويظهر لك صعوبة بذلك فإياك من الامتناع وسوف تعلم الصحيح . فلا سمع حمزة. كلام الرجل عرف أن بختك لا يقصد بذلك خيرا غير أنه علق بالجواد وتعشقه كعشقه لمهردكار وعزرف أن هذا الجؤاد يحتاج إليه إذا كان كما وصفه له الرجل عن لسان الوزير بختك وقال في نفسه لا بد أن يكشف لى الغد عن المسألة . ثم قال للرجل بلغ مولاك مني السلام واشكره عني وقل له إني في الغد أطلب هذا الجواد من كسرى وإني ألح عليه وأسأله التكرم به قال الرجل لكن أريد منك أن لا تخبر الملك أن بختك أخبرك بذلك إلا بعد نوالك إياه ودحوله في يدك وتجريبه في ساحة الميدان وتاكيدك نصح سيدي فوعده بذلك وأرجعه فرحا مسرورا قال وكان بختك من نفس ذاك اليوم الذي قتل فيه حمزة الأسد وهو يفكر في طريقة ثانية يبلكه بها لكي يأخذ منه بثأره فضاقت في وجهه كل المذاهب وانقضى ذاك اليوم واليوم التاللي وهو عامل على الفكرة ليلا ونبارا لا يترك بابا يتوصل به إلى موته إلا وأمعن به وبحث في كيفيته إلى أن كان مساء ذلك اليوم خطر له خخاطر وهو أن من عهد عشرين سنة أهدى إلى كسرى جواد عظيم لا يوجد له ثان من بلاد الروم وكان مهرا صغيرا فعين له من يربيه ويحسن طعمه وخدمته حتى كبر فأراد أن يجربه فأركبه لبعض فرسانه فحالما صار على ظهره ضرب رجليه بالأرض وحذفه عنه فألقاه إلى الأرض ورفسه برجله في قلبه بأسر ع من للح البصر فأماته فتكدر من ذلك كسرى أنوشروان وأراد قتل الحواد فقامت عليه الفرسان الأمراء والأعيان وقالوا له إن هذا الحواد هو أفضل من المدائن فإذا كان هذا الفارس لم يثبت على ظهره فغيره يثبت ولا بد من وجود رجل يقدر أن يعلوه وم
Página desconocida