وصادف مجيء الأمير حمزة في تلك الساعة ودخوله إلى الديوان وقد سمع الكلام
الأخير فهاج به الغضب ورأى القناصة فزاد به هياجه وتذكر أعماها القبيحة.فلم يطق إلا الانتقام منبا فصاح مها وقال لما ويلك أيتها الخبيثة أتجسرين على قتل مخلوف زوجك وبعلك وتعدين أباك بقتلي ثم ضربها بالسيف على وسطها قطعها إلى نصفين ألقاها إلى الأرض قتيلة وصاح بأبيها وقال له إني أحترم دواوين الملوك فلا أقتلك تعديا في ديوانك ثم خرج من الديوان فاعترضة الحجاب وأرادوا الوقوع به فضريهم بسيفه البتار حتى فتحوا له الطريق فصار في فسحة الدار وإذا بالعساكر القائمة هناك قد هجمت عليه وفي نيتها أن تقيض عليه أو تعدمه الحياة فالتقاها بقوة عزم وثبات جنان وأرسل سيفه إلى صدرها فمددها على. تلك الفسحة وطير رءوسها عن أجسادها وباقل من نصف ساعة قتل نحو خمسة عشر رجلا حتى توصل إلى الباب وإذا بعمر واقف عنده بالجواد فعلا ظهره وأراد الرجوع إلى الوراء وإذا بالعساكر قد أقبلت من كل مكان لآن الملك النعمان لما رأى ما حل بابنته وشاهد أفعال الأمير حمزة وقع به الغيظ والحنق ولكنه لم يقدر أن يفعل شيئا في الحال خوفا من ان يعجل عليه فيقتله وليس تمن يقدر على الدفاع والممانعة إذ ذاك فالتزم إلى الخروج من باب آخخر في ظهر المكان وأسرع إلى جواده فركبه وجعل يجمع العساكر ويأمرها بالتقدم إلى نحو الأمير حمزة ؤينخيها على اهجوم عليه ولا رأته الطليعة طمعت به لأنفراده فاعترضته وقومت أسنتها وجاءت نحوه فصاح بها صياح الأبطال وانحط عليها انحطاط البواشق على أضعف الحجال وأخذ يجول” فيهم ذات اليمين وذات الشمال , ويمددهم على تلك الرمال ويتقدم إلى الامام كلما انقشعت العساكر واتسع له المجال .
وهي تزيد على الدوام وتتجمع من كل مكان وتسرع من كل ناحية وهو صابر صبر صناديد الرجال يفرح بما أصيب به من اتساع دائرة المجال وكان أخوه عمر يحمي ظهره .ولا يترك أحدا يصل إليه وهو كفرخ من فروخ الجان يطعن بطون الخيل فتقع رجالا على الأرض فيطعنها بالخنجر في صدرها .
٠ وفي تلك الساعة وصل أصفران الدربندي وجماعة الأمير حمزة وشاهدوا ما هو واقع في المدينة فدخلوا وجاءوا مكان القتال وصاحوا وحملوا للمحاماة عن أميرهم وسيدهم فاشتدت الحرب وحميت نار الطعن والضرب وقامت القيامة وحلت الندامة وقلت السلامة وأصفران الدربندي يسطو سطوة الآساد ويفعل أفعال الأبطال الشداد . والأمبر عقيل أنزل على القوم البلاء والتدكيل والعذاب الوبيل ودامت الحرب إلى قرب الزوال وحينئذ تفرقت عساكر النعمان في كل جهة ومكان متعوذة بالنار ذات الدخان من عظم ما رأت من قتال هؤلاء الفرسان . الذي كل واحد منهم يعد بقبيلة من قبائل العربان ولا سيا الأمير حمزة بن إبراهيم صاحب الفعل العظيم والبأس الجسيم . وكان الأمير حمزة قد
0
Página desconocida