قتالك وأكتفي بنزع جوادك وما عليه ومن الذي رماك عندي وبعثك إلي لتلقي بنفسك إلى المخاطر والأهوال . قال أما أنا فما من وسيلة لتعرفني الآن وأما سبب مجيئي فهو إن أتيت منتصرا للأعجام الذين سلبتهم أموالهم وثيامهم وتركتهم عبرة للناس وقد رأيتهم على تلك الحالة فحزنت عليهم فارجع إليهم أموالهم وعدني بالإمتناع عن التعدي على عباد الله والرجوع عن مثل هذه المظالم وعليه تركت قتالك وعفوت عنك وإلا وقعت بشر عملك ولا تظن أنك تتخلص من يدي أو تقدر على الفرار أو تحدثئك نفسك بالغلبة إذ رأيت مني صغر سني واغتررت بكبر جسمك ورأسك .
قال فلم يجبه الدربندي بشي بل استل الحخسام وانقض عليه انقضاض أساد.
الإجام فالتقاه الأفير حمزة كما تلتقي الأرض اللحافة وابل الغمام . وأخخذ معه بالعراك والصدام وافتراق والتحام . والسعي خلف شرب كأس الحمام . وهما يصيحان بأصوات الرعود ويزأران زثير الأسود ويتقاتلان قتال العهود وفي تلك الساعة وصلت حماعة الأمير حمرة إلى محل القتال وشاهدت أميرها على تلك الحال فوقفت تنتظر ما يكون من أمرهما وهي منيقئة أنه يفوز على خصمه ويئال منه غاية المراد وكذلك وقف جماعة أصفران وهم الأربعون فارسا ينتتظرون ما يكون من أميرهم ومقاتله وقد رأوا من شدة بطشه وسرعة قتاله فتأكدوا أنهم كانوا على خلاف اليقين هذا والضرب مختلف الوقوع بين الأمير حمزة والأصفران والطعن متصل بينبها بكل خفة وإتقان وداما على مثال هذا الشأن يتقلبان على ساحات ذاك الميدان ويوسعان فيها بالطول والعرض ثم ينقضان إلى أن فات الظهر بثلاث ساعات وعند ذلك أسرع الأصفران إلى الأمير حمزة بطعنة ظن بفكره أنها مصيبة ورماه بها من قلب مجروح فغطس الأمير تحت بطن الحواد أضاعها بمعرفته وكثرة نخبرته ثم اعتدل على ظهر جواده وقد اشتد به الحنق وتكدر من التطويل والإهمالفصاح بصوت أكثر ارتفاعا من أصوات الصواعق مال منه الجبل من جهة إلى ثانية واهتز من أربعة أركانه وانحلت عزائم الأصفران وضعفت قوته ورأى من نفسه الغلبة وأراد أن يشهر سيفه فلم تطعه يده فنظر منه .الأمير:حمزة ما حل به ووقع فيه فقرب منه ومد يده وانتشله من ظهر جواده وألقاه إلى أخيه عمر وقال له شد وثاقه لبينما أبدد رفاقه . فصاح به الأصفران العفو يا أمير حمزة البهلوان فإني وقيعك وخصيصك على “طول الزمان وأخدم ركابك أين سرت وفي أي مكان ولا تعاملني بغير الرحمنة والرفق فا أنت ممن ظلم بل ممن رحم .
فتعجب الأمير حمزة عند ذكر اسمه وقال له من أين تعرفني إني الأمير حمزة وأنا م أذكر أمامك اسمي ولا بحت به قط . قال أغلم يا سيدي اني قصدت ذات يوم التوسع في البراري والقفار وذاك من مدة سنوات فصادف مروري على مغارة في لحف جبل فأردت أن انزوي اليها واستظل فيها من حرارة الشمس في ذاك النبار فرأيت فيها حبيسا قد طال
٠ ' "4
Página desconocida