قليلا أطلقت عليهم الأسد فيبددهم وأسير إليهم وأحضر أسلامهم وأغتنم ما معهم ودامت هذه الحالة حالتي والأسد رفيقي إلى أن فرقت بيننا أنت ومع كل هذه الأيام لم تفثر محبة القناصة من قلبي ولا سلوتبا قط ساعة واحدة ولا أعرف الطرق المؤدية إلى نوال المراد .
فلما سمع الأمير حمزة كلامه تعجب منه جدا فقال له ما اسمك قال اسمي مخلوف قال اعلم إني ذاهب إلى مدينة النعمان للانتقام منه على كفره وعبادته النار وطاعته للأعجام وأريدك ني الحال أن تذهب معي وتدخل في عداد قومي واني أعدك وعدا صادقا أني لا بد من أن أزوجك بالقناصة هذه بالرغم عن أبيها وأنولك مرادك منها شفقة مني عليك . فلا سمع محلوف كلام الأمير حمزة فرح به غاية الفرح وسر منه مزيد السرور وقال إني منذ هذه الساعة وعلى الدوام أكون في ركابك وبين يديك وهل ألاقي سيدا وسندا مثلك يعينني ويساعد ضعفي ويقربني من مقصدي ويقهرءلي عدوي فزاد له الأمير وعده. ومن ثم. ساروا من هناك وحمزة يقصد جهة بلاد النعمان وتحلوف يسير أمامهم كدلول على الطريق وقلبه معلق بالحيرة وأصبح يرجح نوال مراده وثبت في ظنه أن الأمير حمزة يقدر وحده أن يلقى عساكر الحيرة بأجمعهم وينزل بهم المصاب والبلاء .
ثم طلب الأمير حمزة أن يسير أمام رجاله لوحده وأوصاهم أن يتأثروه وبين يديه عمر ومخلوف فقط وهو منفرد بها وأوسع بالبر وتوغل في تلك الجنبات إلى أن وصل إلى طريق ضيق ينتهي منه إلى جبل عال فأراد الدخول بذاك الطريق وإذا به يرى أربعة أشخاص من الأعجام إلى جانب من الطريق فبعث أخاه عمر يأتيه بهم فسار اليهم وأحضرهم بين يديه فرآهم حفاة عراة موثوقين با حبال ولا رأوه بكوا وناحوا على أنفسهم وطلبوا منه الأمان وقالوا كفانا ما نحن فيه من العذاب فليس معنا ما يسد رمقنا ونحن الآن موت جوعا فاتركنا نتدبر إلى حالنا فقال لهم لا تخافوا فإني لا أقصد لكم ضرا ولست ممن يضر بالناس أو ينزعهم ما يملكون لا سيها وأني أرى من حالتكم أنكم منهوبون مسلحون بل أنا من ينفع ويغيث فأخبروني بأمركم ومن الذي فعل معكم هذه الأفعال لأنتقم لكم منه وأجازيه على فعله وارجع لكم ما فقد منكم . ثم أمر أخخاه عمر أن يفك وثاقهم ويدفع إليهم ما يسدون به رمقهم ففعل وأكلوا واستراحوا وشكروا من مجابرة الأمير حمزة لحم ثم أن أحدهم تقدم منه ليشرح له حالهم فقال له اعلم أيها الأسد .العشمشم والسيد المعظم أننا من الأعجام قوم كسرى أنو شروان وقد تعودنا على معاطاة التجارة منذ قديم الزمان نحمل البضائع من بلاد إلى بلاد فنتجر فيها ونربح الأموال وقد اتخذنا هذه المهنة سببا لمعيشتنا ومنذ قديم الزمان ونحن ننتقل من بلاد إلى بلاد دون أن يلحق بنا ضر أو أذى إلى أن كانت هذه المرة حملنا بضائعنا وأتينا بلاد اليمن فبعناها كلها وربحنا فيها أرباحا عظيمة .' ومن ثم قصدنا الرجوع إلى بلادنا فاخترنا المرور على اللخيرة ومنها إلى المدائن لظئنا
1
Página desconocida