وينتهي كل عمل وأزف على كريمتك التي خطبتها منى وصارت خصيصة بي على حسب ٠ وعدك .
قال إني اعرف ذلك وقد عهدت به إلى وزيري بختك والظاهر أن مائعا عظيا حال دون العجلة في هذا المعنى . فأكمل بختك الحديث وقال للأمير حمزة إننا لا نزال على الاهتمام غير أن مثل هذا الزفاف يحتاج إلى مصاريف .باهظة وأموال غزيرة تصرف فيه ليكون من الواجب على ملك ملوك هذا الزمان سيدي كسرى أنوشروان أن يدعو إليه كل عماله وأمراء بلاده وملوكها وعظمائها وأعيانها من أقاصي البلاد إلى أدانيها وقد عرضت احتياجنا الأموال لحضرته فامرني أن أكتب إلى العمال أطلب اليهم إرسال الأخرجة المضروبة عليهم حيث قد مضى أكثر من سبع سنوات وهم ممتنعون عن أداء المطلوب واقمنا على الانتظار فلم يأتنا جواب من أحد فكان اولئك الأمراء والعمال قد عملوا على الخروج ونزلت من 'قلومهم هيبة ملكهم من يوم جاء نخارتين وطرده من المدائن ويظهر أنهم طمعوا فيه وقد عرضت عليه أن يرسلك اليهم لتجبي منهم أموال السنين السبع ومن كان عاصيا نزعته أو أرغمته على الطاعة فلم يقبل مني هذا وأراد كتمه عنك ليرى وسيلة أخرى وعندي أنه إذا كان لا يستدرك الأمر ويرسلك حرجت البلاد من يده وربما اتفق عليه الجميع فتكون المصيبة الأخيرة أشر من الأولى والآن أطلب اليك أنا بلسان الملك وأقسم عليك بحياة مهردكار وحرمة البيت الحرام ان تحفظ مملكة عمك فلا تكون قد أخذت بنته وتخليت عنه فاجمع له الأموال واشفى غليله من كل عاص عات يكون لك رفيع مقام أكثر مما كنت .
فليا سمع الأمير حمزة هذا الكلام سقط على رأسه أثقل من الجبال وأطرق الى , الأرض برهة ونار الغيظ تشعل فؤاده وكذلك سكت كل من كان في ذاك المجلس يتعجبون من احتيال بختك وينتظرون جواب الأمير وكان بعضهم كالوزير بزرجمهر والملك النعمان يظنون أنه لا يمتنع عما طلب بختك لعلمهم بحسن طويته وبعضهم كاصفران الدربندي ومعقل البهلوان يظنون أن الأمير يعمد إلى سيفه لعلمهم أنه يقدر على نوال مراده بقوة سيفه وتوهمهم أنه قد فقد صبره ويئست حياته من الحيل والخداع غير ان جميعهم كانوا يسألون الله أن يمتنع ويطلب أخذ خطيبته إما بالرضا. وأما بالغصب شفقة منهم عليه حيث كان الجميع يعرفون شدة حبه وقوة غرامه بمهردكار إلا أنه نمض رأسه بعد برهة وقال ملتفتا إلى جهة الملك اعلم يا سيدي أني خلقت هذه الدولة وأرى نفسي مضطرا إلى السعي نخلف ما تأمروني به وهذا أراه الآن علي أو بالحرى ارى نفسي ملزوما به وعليه فاني نويت كل النية أن أقصد جميع البلاد من هنا إلى أقاصي حكمك وما جاوره فاجمع الأموال واجبي الأخرجة ومن عصان أنزلت به العبر وبعد فراغي أعود اليك وإلا
144
Página desconocida