وني اليوم التالي خرج الأمير بن صيوانه وركب على جواده وخرج إلى ساحة القتال كاليوم الأول فوجد اتدهوق قد ركب أيضا وجاء بجماعته إلى الساحة وهو قائم على انتظار وحالما وقت العين على العين اشتبك القتال بين الإثنين فصاحا وهجما وتضاربا والتطما وهمه] ودمدما وابديا من فئون القتال ما تعجز عنه صناديد الأبطال وتشيب وله الأطفال . وهما تارة يفترقان وطورا يجتمعان إلى أن قرب الزوال فافترقا على أمان ورجع كل إنسان إلى خيامه ونام تلك الليلة وفي اليوم الثالث عادا إلى الساحة . قال صاحب الحديث واتصلت الحرب بين الأمير حمزة وخصمه اندهوق مدة ثلاثين يوما على التمام دون أن يبلغ اجدهما من الآخر مرادا أو ينال مراما فضجرت لذلك روع حمزة ورأى ان الوقت قد طال عليه وهو يحاول اسر خصمه دون الوصول الى نتيجة أو جدئ ولذلك قال لخماعته في اليوم الأخير اني في هذا اليوم لا بد لي من فصنل ال حال على أني منوال كان لأن كسرى يظن أننا هلكنا وانقرضنا ويزين له بختك طرق المجال فيزوج بنته ويعود الأمر علينا بالوبال ومثل ذلك قال اندهوق لرجاله لقد سئمت نفسي من قتال الأمير حمزة وأريد أن أجعل هذا اليوم هو الأخير بيني وبين خصمي فلا أرجع عن القتال إلا بعد نباية العمل وأسلم اليه واتخلص من عذاب القتال وبعد ذلك برز الاثنان.إلى ساحة الميدان والتقيا كأغبهما فرخخاجان . أو عفريتان عن عفاريت السيد سليمان وقد اشهر كل منبهما الحسام وانحط على خصمه انحطاط الصواعق وأخذ في العراك والصدام : والافتراق والالتحام : والمحاولة والاهتمام : تارة يكونان باليمين وطورا باليسار : لا يأخذهما هدوء ولا اصطبار ولا يقر لما قرارا وقد ارتفع فوقه| الغبار . ودارت به الارياح كالتيار : فتكائف فوق رؤ وسهما حتى احتجبا عن الأبصار : وغابا عن الانظار وكشفا ما للقال من الأسرار وزاحا عن وجه النزال الأستار فتقدمت رجالما إلى أمامهم| ودارت من حواليه| كل منهم يريد أن يعرف ما يحل على فارسه وما يكون من أمروهها على أشد حرب وقتال وأعظم ضرب ونزال حتى فقد منهه| الصبر وأخذهما الملل وضاقت أرواحههما من ذاك العمل وكل واحد يضايق الآخر اشد مضايقة ويلاصقه أشد ملاصقة وعند ذلك صاح اندهوق مهلا يا فارس هذا الزمان إني أرى أن الحرب بيئنا على ظهر الخيول مدتها.
تطول فهل لك ان تقاتل على وجه الأرض لأنها اثبت تحت أرجلنا ويتمكن الفارس منا من الآخر إذا كان قريبا منه قال اليوم يوم الانفصال فأجاب الامير حمزة أفعل ما بدا لك فإني ' عزمت في هذا اليوم أن لا أعود إلا وأنت معي ثم ان اندهوق قمز عن ظهر الجحواد إلى وجه الأرض فعمل الأمير كعمله وأنخذا في القتال والمناضلة واللتدال كأنها اسود الدحال مقدار ساعات من الزمان حتى كاد يقرب الزوال وإذا ذاك رمى كل واحد سيفه وطارقته الى ناحية وهجما إلى بعضه) بالأيدي ول يعد يأخذهها صر ولا توان فتصارعا وحاول كل منهما أن يرمي خصمه إلى الأرض وكانا كجبلين راسيين مدة نصف ساعة حتى تمكر اندهوق من وسط .
Página desconocida