بأجلاف العرب عباد دين الله وإلا فالأمير حمزة كفؤا لها وبه اللياقة من كل وجه غير أنه عربي وهذا عار به عندنا هذا وبختك يزيد له فوق ذلك فلا يتركه في كل مرة حتى يوغر صدره حئقا على الأمير حمزة ويقئعه بأن في موته راحة له إلى أن كان ذاك اليوم وهو في ديوانه مع رجال دولته وإذا به سمع صياح العرب بالأفراح فبعث من يسأل له عن الخبر فعاد الرسول وأخبره بوصول الأمير حمزة سالا ومعه معقل البهلوان . فوقع هذا الكلام على بختك كالصاعقة إلا أنه أظهر الخلد وتعجب غاية العجب وقال للرسول هل رأيت معقل البهلوان مقيدا أو مطلقا قال رأيته راكبا على جواده إلى جانب الأمير . فقال كسرى لبختك أنت قلت, لي الأمير حمزة لا يعود سالا من قتال معقل فها هو قد عاد ولا ريب أنه أسره ثم أطلقه واصطحب معه فكنا بواحد صرنا باثنين قال لا أظن ذلك وأكثر ظني أن معقل البهلوان هو الذي أسر الأمير حمزة وأطلقه وجاء وإياه إلى حضرتك ليقدم طاعته إليك ويسألك فيه وإلا لو كان حمزة أسر البهلوان لما أطلقه إلا في ديوانك لأنه أقسم أن يدخله ذليلا مقيدأ بين يديك وفيما هما على مثل ذلك وإذا بعمر العيار قد دخل من باب الايوان وهو يقلب باهواء كأنه اللولب السريع الدوران ويصفق من الفرح حتى وقف أمام الملك كسرى وهو يضحك من أعمااه وقد سر منه سرورا عظي| وإذ ذاك دفع إليه الكتاب فأخذه منه وأعطاه إلى الوزير بزرجمهر ليقرأه ويترجم له معناه ففضه وإذا به :
( من حمزة العرب وبهلوان تخت الملك كسرى إلى عمه الملك ) .
اعلم يا سيذي إني سرت من حضرتك وأنا أتمنى أن أصل إلى معقل البهلوان لإذلاله وأعيده إلى الطاعة لأنه يصعب علي أن أكون صهرك وبهلوان تحتك وصفيك اسمع إن أحدا من الناس يعصاك ولما وصلت إلى قلعة تيزان وبعد قتال عدة أيام أسرته وتملكت القلعة وأنا إذا ذاك وحدي ليس معى إلا رفيقى عمر العيار والحق يقال إنه فارس من الفرسان الشداد لا أظن أن أرى له ثانيا في هذه البلاد وقد استجار بي فأجرته وجئت به وهو الآن في قبضتي وقد بعئت لأبشرك بذلك وأطلب إليك أن ترسل لي قفصا مع الأمير عمر لأحبسه فيه وأدخله إليك مقيدا في هذا القفص ليعرف عظمتك وأنك قادر على نوال مرادك وكيد أعدائك . ولا أريد منك عوضا عن ذلك إلا رضاك عني وتركك كلام المبغضين الذين يقصدون الضرر لك ولدولتك والسلام .
فليا قرأ بز رجمهر:هذا الكتاب وفسره للملك قال له اعلم يا سيدي أن الأمير حمزة وهو نادرة هذا الزمان وفارس لا نظير له فيه وقد سبق صيته فعله وما جاء إلا رحمة لبلاد الفرس وعندي أن تتخذه سندا لك وتصفو له نيتك فمن كان مثله لا يترك ولا يبان ولو كان غيرك من الملوك لرفع منزلته ومقامه وحاربك به وانتصرك على بلادك ونزع منك ملكك فأكرمه
١0١
Página desconocida