فقال له يوما في كتاب قد كان عرضه عليه : أظن ذلك الكتاب قد شارف دمشق ، فقال له محبوب : لا والله ، آيها الامير، هو موخر في ديوان التصفح(1 ، فقال له : ويل لك ، أتشك فيرأيي حتىتطلب مراجعة بعد مراجعة * وإنما قصدنا مراجعة مرة لا مرتين ، كانك تراني بعين من لايونق بخاطره ونظره فكيف مراجعة مرة . فحمل محبوب بن رجاء الغيظ والدالة عليه إلى أن قال له : آيها الامير ما ادري آي شيء آنت . إن قدمنا قلت : آخروا ، فاين آخرنا قلت لنا : قدموا . فامر به فبطح وضربه خمس مقارع : فكنت المقارع تاخذه وهو يقول: اقتلني وقل لي أي شيء آنت* فضحك منه وأطلقه وهذا كله فاينما كان منه دهاء ، ولم يكن في كتابه أحد أعرف يوما فضربه بيده ضربا لا يحتمله المملوك . ومن حسن أفعاله أنه كان لا يضرب أحدا من كتابه إلا هو بيده ، كما كان يضرب من يخطى من ولده بيده .
ولما ضرب الواسطي ضربا بلغ منه ، آمره بالانصراف عنه ، فلما خرج من بين يديه ، طرح نفسه في دهليز من دهاليزه ، فاقام فيه ثلاثة آيام ،ينام على حصير الدهليز ، ودواته تحترأسه، صائمانهاره1
Página desconocida