الثغور أرخوز بن يولغ بن طرخان التركي ، وامره ان يقبض على سما الطويل ، فلما وصل إلى الثغور تشاغل بالأكل والشرب ، وأخذ كل ما لاح له ، واستولى على كل ما كان للمرتبين بلؤلوءة(1)، مما كان يحمل إليهم من الميرة ، فضجوا من تاخر ذلك عنهم ، وكتبوا إلى أهل طرسوس يعرفونهم أنهم إن لم ينفذوا إليهم بما يحتاجون إليه على رسمهم ، سلموا القلعة إلى الروم ، فاعظم أهل طرسوس ذلك وخافوه وجمعوا لهم من البلد خمسة عشر آلف دينار ، وعملوا على حملها إليهم فقال لهم أرخوز : آنا أحمل إليهم المال من قبلي لنصلح بينهم، فاجابوه إلى ذلك فكتب إليهم واعتذر من تأخير ما أخره ، فلانه آميرهم وصاحب الثغور ، قبلوا عذره ورجوا استصلاحه ، ولما سلم المال شرهت نفسه إليه ، وقال : متى يجتمع لي مثل هذا * فاستولى عليه وعرفهم أنه قد أنفذه . فلما تأخر عن القوم المال انصرفوا عن الؤلوأة وسلموها ، فاضطرب أهل الثغور باسرهم من ذلك غاية الاضطراب ، وضجوا في الطرقات
Página desconocida