مفارقتك ، إلا أتي لا أحب أذيتك، وأختار مساعدتك ، وأمر له بعشرة آلاف دينار،وعشرة اسفاط تيابا ، وخمسة اروس من الدواب وثلاثة غلمان وطيب كثير . فكان مقدار ذلك عشرة آلاف دينار أخر . فلم يقبل شيئا من ذلك إلا سفطا واحدا من الثياب ، وبغلا واحدا ، ودينارا واحدا من المال . وقال : آيد الله الامير ، آنا والله من وراء نعمة عظيمة واسعة ،ولي معماكنت وصفته للامير، أيده الله ضيعة ترد علي في كل سنة عشرين ألف درهم ، وفي أخذي من الامير ، آيده الله ، ما أم لي به ، تغنم لا استحسن فعله ، ويقبح بي وصفه . وقد آخذت مما آمر به الاميرء آيده الله ، ما أتشرف بلبسي له ، وأتجمل بركوبي بغلا من بغاله ، وأنفق يوم آدخل بلدي هذا الدينار ، والله لا آنفقت يوي غيره تشرفا به . فاين راى الامير أيده الله ، أن يتمم سرور عبده ، ويدعه وما اختاره ، ولاينقض على حمله ، فعل وأحسنبها إلي . فازداد بذلك آيضا في قلب الامير أحمد ابن طولون جلالة ورفعة ، ووصاه بما احتاج إليه وودعه ، وآنفذ معه من يشيعه ، وكتب له جوازا وكتبا إلى سائر أعماله ، يأمر أصحابه بها بتلقيه وتشييعه وخدمته ،وخرج ، وأحمد بن طولون يتاسف اإلا يكون مثله في خدمته ، وقد ماا قلبه وصدره بحسن وفائه اصاحبه فلما وصل القطان إلى الحضرة لم يدع جميلا ولا حالا تصلح ما بين الموفق وأحمد بن طولون إلا بلغها ، من حسن طاعته ، وحسن سيرته
Página desconocida