قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: ونحن نذكر هاهنا لمعة من الكلام فيما ذكره عيون علماء الإسلام، والذين إليهم الحل والإبرام من بين جميع الأنام في تكامل الخصال الذي فيه عليه السلام، الذي شهد له بالإمامة وصحت له الزعامة، هذا واسطة عقدهم، وسنام مجدهم في جهاتنا وفي غير بلادنا من ديار العراق، والذي بلغ إلينا على لسان من شاهده وسمع كلامه من العلماء أنه أوحد الزمن في العراق واليمن، العلامة المتكلم، فخر المجتهدين، وقدوة المتهجدين، حسام الدين سيف الإمام المنصور بالله عليه السلام على أرباب البدع المتمردين، السابق المجلي رضوان الله عليه كان ممن تطرب بذكره المحافل، ويثنى عليه الثناء الطائل، ويشهد باجتهاده وكماله، وأنه أوحد زمانه، بل سمعناه يقسم بالله الذي لاإله إلا هو ما يعلم على وجه الأرض ذات الطول والعرض أفضل منه، وهذا نهاية الحصر للإمامة والفضل فيه رضوان الله عليه وسلامه، وعرضت عليه مسائل نهاية الإرشاد فحكم له ببلوغ درجة الاجتهاد، وكان ممن حثه على القيام وأنه أولى الأمة بالحل والإبرام، وأن القيام قد تعين عليه.
Página 61