La Saga de Abi Tayr
سيرة أبي طير
Géneros
قال الراوي: وأقام القوم في صنعاء، وتقدم الأمراء الأجلاء آل يحيى بن حمزة بن أبي هاشم من ذيبين وذروة إلى بين يدي الإمام عليه السلام للاعتهاد والمشافهة والتهنئة بسلامته والاستدعاء لمراسمه وأقاموا أياما، ووصل صنوه الأمير الكبير علم الدين أبو المظفر سليمان بن يحيى في عسكر وافر فسلم على أمير المؤمنين وقد كان في تلك الأيام لزم جبلا ملاصقا لجبل الأهنوم كان الأمير الحسن بن الإمام المنصور بالله عليه السلام عمره وحصله حصنا، فلما استحكم الإمام عليه السلام حط على هذا الحصن قبائل الأهنوم وغيرهم فسلمه الأمير الحسن بن الإمام المنصور بالله عليه السلام فأمر بخرابه لما يلحق أهل تلك النواحي من الضرر، وهم أهل البيت عليهم السلام، فلما علم أمير المؤمنين عليه السلام لزم الأمير علم الدين لهذا الجبل ضاق صدره وأمره بالانصراف عنه فضاق صدر الأمير من ذلك ووقع في نفسه تعب من ذلك، وكانت البلاد الظاهرية عموما وإليه ولاية، فاعتزل لأجل ذلك من غير أن يرضي ذلك أمير المؤمنين وأقام أياما وولى الأمير جمال الدين علي بن القاسم بن جعفر بن الحسين بن أبي البركات بن الحسين بن علي بن القاسم، ترجمان الدين عليه السلام، وهو يومئذ حدث السن، وأقام الإمام عليه السلام في حصن حلب المحروس وقد كان أمر بلزم موضع إلى جنب حصن بكر يضر بأهل بكر إذا عمر، وأمر أهل بيت متعين بالحلول فيه ووقعت حرب بينه وبين أهل بكر، والأمير أحمد بن يحيى بن حمزة في تلك الحال في الضلع في جانب القوم وغزا أهل بكر في تلك الأيام إلى تحت حصن حلب المحروس فقتلوا رجلا عظيما مجاهدا مع أمير المؤمنين وهو من الكرد يقال له: محمد بن عمير بن صالح، فاغتم الإمام بذلك ولم تمض إلا أيام قلائل حتى ندم الأمير شمس الدين أحمد بن يحيى بن حمزة وعاد إلى الإمام واعتذر ورجع وتاب وأخلص وحسنت طريقته، والحمد لله رب العالمين، وأقام أمير الؤمنين في حلب المحروس من شهر رمضان المعظم في سنة اثنين وخمسين وستمائة إلى أيام مضت من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وستمائة، وجرت نوبة الحشيشي وهذا موضع ذكرها وسببها وما قيل فيها من الشعر.
(قصة الحشيشي لا رحمه الله تعالى واختلاف الروايات في سبب وصوله)
قال السيد شرف الدين يحيى بن القاسم رضي الله عنه: ونحن نبرأ إلى الله تعالى من اختراع الكذب ونسأله التوفيق للصدق، والسبب في ذلك أن أمير المؤمنين المهدي لدين الله لما عظم شأنه عند ملوك الأرض خاف كل منهم على ملكه فاستغاث صاحب اليمن بخليفة بغداد، وأمكنوا في كيده بالسمومات وغيرها من أنواع المكر فدسوا عليه الحشيشية وهم فرقه من الملاحدة القرامطة المعطلة قوم يأتون من تخوم بلاد خراسان يعزيهم أهل تلك النواحي إلى بلد تعرف بالموت في نواحي الديلم لا يسكنها إلا [117ب-أ]الباطنية المعطلة أعداء أهل الإسلام، ولهم ملك معروف يستعبدهم حتى يعتقدون وجوب طاعته في كل أمر فيدسهم على الملوك ويأخذ بهيبتهم قطائع جليلة من الملوك.
Página 357