(قصة نهوض أمير المؤمنين عليه السلام من الجنات) السبب في ذلك لما نقصت [94ب-أ] الحوائج وانحسمت الشرور في الجهات لم ير إلا النهوض فنهض من الجنات في عسكر عظيم من الخيل والرجل فحط بموضع يسمى ضروان، ثم نهض ثاني ذلك اليوم فحط في المنظر، ثم نهض ثالث ذلك اليوم وهو يوم الثلاثاء ثاني وعشرون من شهر رمضان سنة خمسين وستمائة فدخل صنعاء اليمن فوقف في أجل نعمة وأتمها يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويتبع سيرة جده عليه السلام وينفذ الأحكام ويتفقد أمور الأمة ويلاحظ مصالحها وينفق مما آتاه الله وفي هذه المدة سكنت الحوادث في الأقطار بعناية أمير المؤمنين وسعايته فجزاه الله خيرا، وأقام في صنعاء أيام من بواقي شهر رمضان من سنة خمسين وستمائة وشهر شوال، والقعدة، والحجة، والمحرم، وشهر صفر، وربيع الأول إلى ثلاثه أيام منه، وخرج من صنعاء اليمن إلى هجرة سناع.
(قصة الأسباب والحوادث التي خرج لأجلها أميرالمؤمنين إلى صنعاء)
قال السيد الشريف العلامة شرف الدين يحيى بن القاسم رضي الله عنه وأرضاه: لما استولى أمير المؤمنين على حصن براش اضطربت أمور سلطان اليمن الأسفل يوسف بن عمر بن علي وقد كان صالح أمير المؤمنين على شروط كثيرة فأخذ في الجد والإفساد على أمير المؤمنين على وجه خفي وأظهر للإمام تجملا وأنه مسرور بحصول براش للإمام وما يعلم أنه جرى عليه أعظم من ذلك، فلما علم أمير المؤمنين بذلك لم يستحسن نقض الصلح والمعاقبة حتى كثرت الحوادث من جهة السلطان وقتل قوما من الأشراف بني سليمان وغير ذلك، وعند ذلك توسط المتوسطون بين الإمام عليه السلام وبين أسد الدين في الصلح وهم الأمير الكبير أحمد بن محمد بن حاتم العباسي والشيخ الرئيس علوان بن عبد الله الكردي الجحدري، والقاضي اللسان ركن الدين مسعود بن عمرو العنسي وغيرهم من الشرف والعرب، فانتظم ما بين الإمام وبين الأسد على شروط:
Página 294