234

La Saga de Abi Tayr

سيرة أبي طير

Géneros

Fiqh chií

قال السيد شرف الدين يحيى بن القاسم رضي الله عنه: لما نهض أمير المؤمنين من سيان وذلك عند طلوع الشمس ومر بسد سيان المشهور عند مضي ثلاث ساعات من النهار إلى نحو ذلك انقض نجم عظيم من السماء حتى وقع في شاطئ السد رآه عدة من الصلحاء يهوي في الجو كأنه الدرع المخلوة فعجب الناس من ذلك فلما صار أمير المؤمنين قريبا من صنعاء خرج من كان في صنعاء [77أ-أ] من أهلها للبركة بمشاهدة أمير المؤمنين حتى ضاقت تلك الناحية بالناس فدخل عليه السلام من باب اليمن وكان معه من الخيل يومئذ قريبا من ثلاثمائة فارس لتفرق الناس في الثغور فأقام أمير المؤمنين عليه السلام إلى آخر نهار الخميس وطلع إلى هجرة سناع فطاف على أهله وأقام ليلته تلك وكان من الغد وهو يوم الجمعة ونهض قافلا إلى صنعاء فلقيه الناس أرسالا إلى خارج المدينة فدخل من باب اليمن وقصد المسجد الجامع لصلاة الجمعة فلما دخل المسجد صلى ركعتين وصعد المنبر وخطب بالناس خطبتين يتضمنان الوعد والتذكير وفضل الجهاد وصلى بهم الجمعة وانصرف إلى الدار السلطانية بصنعاء فأقام فيها يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينفذ الأحكام الشرعية ويقتفي سيرة جده صلى الله عليه وآله والناس تأتي إليه أرسالا من مشارق النواحي ومغاربها فالحمد لله رب العالمين.

ومما قيل في تلك الأيام من الأشعار من ذلك قول الفقيه الحافظ أبو العسكر بدر الدين بن المبارك السبأي المأربي وكان قد طاف الآفاق وأخذ العلم عن علماء الإسلام من الشافعية والحنفية وغيرهم وكان شافعيا عدليا يمدح الإمام عليه السلام ويثني عليه ويذكر فضائله ويذكر عنايته في أيام الدعوة الشريفة بصنعاء وبما يعرفه من ذكره من طريق الملاحم قال:

لم تر أن الدهر للناس لائم

فلست أذم الدهر يوما وإن جفا

به يقتدي في المشكلات ويهتدي

هو الغيث والخصب المنيع ومعقل

أتتنا به الأنباء عن سيد الورى

وعن حيدر يروي مقالة صادق

يقول إذا ما جاشت الترك فانتظر ودكدكت الأركان من آل هاشم

Página 245