============================================================
السيرة المؤيدية واليازورى الذى هو الوزير اليوم ولى اختياره ، وهو إذ ذاك فى متصب أبى سعد اليهودى ، ومقر خدمته ، وقد كان من قصته أنه كانه قاضى الرملة فعزله عنها اين النعمان رضى الله عنه المقدم نكره ، وورد مصر ستضربا في حال عوده إلى عمله الذى يه ثياته فى تيابته ووطنه ، فاتفق فى أثناء وروده على أبى سعد ما انقق ، فوجلت قلوب الكتاب المصريين أن يطلبوا العمل الذى كان إليه خيفة أن يجرى عليهم مثل ما جرى عليه ، وركب هو فى سفينة الغرر بخطبة المكان ، لكونه مصروفا عن عمله متزلزل الأركان ، فأسعده من ريح السعادة ما أقلع يه ، فانتهى إلى حيث لم يترك وهمه لتأميله فضلا عن طليه .
ونعود إلى حديث أبى البركات فكانت نصبة الوزير اليازورى مع أبى البركات نصية اليهودى مع الفلاحى ، وكان ذلك أضيق عطنا من أن يصبر صبر القلاحى ، فما لبس خلع الوزارة حتى دب بينهما دبيب الشر، وانفسدت الحال بينهما فتجاوزت إلى الجهر من بعد الستر ، ولم تزل الأيام تتعاهد مزارع العداوة بينهما يالسقى ، حتى صار حبها حصيدا ، وسبيها وكيدا ، وكانت عين أبي البركات لا تكاد تنفتح على عداوة لى لولم يمحضنى القلاحى صداقته ، فكنت إذا حضرت مجلسه المح منه ظاهرا بفساد باطنه يخبر ، كما قال الله تعالى : " قد بدت لبغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم اكبر"(1) . ولما رأيت جانب القبول منه منوعا ، غدوت لحجانب الدخول إليه والسلام عليه إلا فى السواد مانعا ، فحين رآنى أعارضه كيلا بكيل ووزنا بوزن ، صار مجاز عداوته تحقيقا ، وهزلها جدا ، حتى كان يوم من الأيام اعترض بأصحاب لأى على(2) اين ملك بغداد كاد ليقبض عليهم ، عن سبب اتخذه الحجة فى سد باعه إليهم ، ففزع أبو على إلىء فى كفاية الخطب ، وكشف الملم به من الكرب ، فلم أجد خطى طرف ومسمى طرف فيما يحل العقدة غير أن قصدت بعض المصطنعة اسمه صابر ويلقب يوجيه الدولة وقلت له . إنك قد عودت هذا الصى الذى هو من نسل الملواك الصيد حفاوة ، نقضى بها فروض الانسانية وتقوم معها بأدب المروة ، وهذا الغلام ومن فى جملته هاجروا إلى هذا الباب الطاهر لاوتضاع إحسانه الغامر ، ولأنهم لم يجدوا مكانا غيره يستحق ان يلموا به إلماما ، ويشدوا على أوساطهم فيه حزاما ، وقد شملهم من الانعام والاكرام ما ليس عليه مزيد ، ومن تمامه أن لا يشوبه شائب نقص فيكون إنضاج وترميد، ودهاهم من الوزيرما أتانى به صارخهم ففزعت به إليك من كشف ضرهم وإجمال النظر فى أمرهم فقال : وما الذى تشير بفعله ، فقلت : مخاطبة الستر الرفيع أعنى (والدة أمير المؤمنين خلد (1) سورة آل عمران 0117/3- (2) أبو على بن الملك أبي طاهر بن بويه قر إلى مصر واحتى بها هو وأصحابه ، بعد ان سخل أبو كاليجار بنداد (النجوم الزاهرة جه ص 14) .
Página 119