وأما أبو لهب بن عبد المطلب فكنيته أبو عقبة وإنما سمي أبو لهب لجماله «١»، وكان أحول، ممن يعادي رسول الله ﷺ من بين عمومته، ويظهر له حسدا «٢» إلى أن مات عليه من العدسة «٣» في عقب يوم بدر لما بلغه ما كان في ذلك اليوم من المشركين من النكاية من المسلمين كمد «٤» منه حتى مات.
وأما الحارث بن عبد المطلب فهو أكبر ولد عبد المطلب، واسمه كنيته، وهو ممن حفر بئر زمزم مع عبد المطلب.
وأما الغيداق «٥» بن عبد المطلب فإنه مات ولم يعقب وكان من رجالات قريش.
وأما أبو طالب «٦» بن عبد المطلب فكان هو وعبد الله بن عبد المطلب لأم واحدة، وكان وصي عبد المطلب، أوصى إليه عبد المطلب في ماله بعده وفي حفظ رسول الله ﷺ، وتعهده «٧» على ما كان يتعهده عبد المطلب في حياته، ومات أبو
_________
(١) من الطبري، وفي ف «لحماله» خطأ.
(٢) في ف «حسرة» كذا.
(٣) في ف: والعديسة، والتصحيح من النهاية ٣/ ٨٠ وفيه: في حديث أبي رافع أن أبا لهب رماه الله بالعدسة، هي بثرة تشبه العدسة تخرج في مواضع من الجسد من جنس الطاعون تقتل صاحبها غالبا.
(٤) وقع في ف «كمر» كذا.
(٥) وقع في ف «الفيداق» بالفاء مصحفا. وفي تاريخ اليعقوبي: والغيداق وهو جحل وإنما سمي الغيداق لأنه كان أجود قريش وأطعمهم.
(٦) وله ترجمة في الإعلام للزركلي ٤/ ٣١٥ ما نصه «أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، من قريش، أبو طالب، والد علي ﵁، وعم النبي ﷺ وكافله ومربيه ومناصره، كان من أبطال بني هاشم ورؤسائهم، ومن الخطباء العقلاء الأباة، وله تجارة كسائر قريش، نشأ النبي ﷺ في بيته، وسافر معه إلى الشام في صباه، ولما أظهر الدعوة إلى الإسلام همّ أقرباؤه (بنو قريش) بقتله، فحماه أبو طالب وصدهم عنه، فدعاه النبي ﷺ إلى الإسلام فامتنع خوفا من أن تعيره العرب بتركه دين آبائه، ووعد بنصرته وحمايته، وفيه الآية إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ واستمر على ذلك إلى أن توفي، فاضطر المسلمون للهجرة من مكة، وفي الحديث: ما نالت قريش مني شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب» . وله ترجمة أيضا في طبقات ابن سعد (١): ٧٥، وابن الأثير ٢: ٣٤.
(٧) زيد في ف: و.
1 / 51