Cine y Filosofía: ¿Qué ofrece uno al otro?
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Géneros
ومن ثم لن أكون موجودا. (4)
إذا قتلت جدي فسأكون موجودا. (5)
إذن في هذا السيناريو سأكون موجودا وغير موجود، وذلك أمر لا يمكن حدوثه. (6)
ومن ثم لا يمكنني السفر إلى الماضي وقتل جدي؛ ما يضمن منع ولادة أمي. (7)
إذن السفر عبر الزمن غير محتمل من الناحية المنطقية.
ما رأيك؟ تبدو حجة منطقية حقا. ما إن تقبل المقدمة الأولى حتى ينهال عليك باقي المقدمات كطوفان من الحقائق المنطقية؛ فكل خطوة من الحجة إما تجسد استنتاجا منطقيا للخطوات السابقة أو تطرح مزاعم عادية للغاية لا يوجد أي سبيل منطقي يمكننا من إنكارها. كيف سيتصرف المدافع عن السفر عبر الزمن إذن؟ بالطبع عليه أن يرفض المقدمة المنطقية الأولى. لكن كيف؟
إن قتل الجد ليس سوى وسيلة درامية لتوضيح نقطة ضعف مزمنة في قصص السفر عبر الزمن. قد يبدو أن السفر إلى الماضي سيتسبب قطعا في تغيير الماضي؛ فمجرد وجود المرء في الماضي يشكل تغيرا فيه على ما يبدو. قبل أن تسافر عبر الزمن لم تكن موجودا في الماضي، وبعدما سافرت أصبحت حاضرا فيه، وهكذا أصبح هناك وصفان للماضي يبدو كلاهما صحيحا: «أ» ماض كنت أنت غائبا عنه. و«ب» ماض كنت أنت حاضرا فيه. وذلك تناقض لا شك فيه. لا حاجة بك إلى قتل جدك كي تخلق استحالة منطقية، بل التسكع وحده في الماضي يكفي.
يواجه السفر عبر الزمن وضعا صعبا على ما يبدو، إلا أن الحجة التي طرحناها في الفقرة السابقة قائمة في الحقيقة على سوء تفاهم خطير. تذكر أن الرؤية الميتافيزيقية للزمن التي تبنيناها كي نمهد الطريق لإمكانية السفر عبر الزمن هي الرؤية الرباعية الأبعاد. وحسب الرؤية الرباعية الأبعاد، فإن الماضي ثابت، ولا يمكن تغييره. الماضي ليس شريط فيديو يمكنك إرجاعه والتسجيل عليه. وإذا سافرت إلى الماضي لا يعني ذلك أنك تعيد كتابته، بل أنت بالفعل كنت هناك! فلتفترض على سبيل المثال أنك سافرت إلى الماضي والتقطت لنفسك صورة مع كليوباترا ثم دفنت الصورة في مقبرة خفية، وعندما عدت إلى زمنك بحثت عن المقبرة واستعدت صورتك. كم من الوقت ظلت الصورة هناك؟ منذ أن دفنتها قبل ألفي عام تقريبا. لقد أثرت على الماضي عندما دفنت الصورة، لكنك لم تغيره. بعبارة أخرى: أنت لم تغير الماضي من وضع معين (حيث ظلت إحدى المقابر باقية طوال ألفي عام دون أن تحوي صورة) إلى وضع آخر (حيث ظلت مقبرة ما باقية لمدة ألفي عام وبداخلها صورة مدفونة). تفترض مفارقة الجد أنه من الممكن تغيير الماضي، لكن ذلك غير ممكن. لا مجال للمفارقة ها هنا، بل هي مجرد غلطة. المقدمة المنطقية الأولى لتلك الحجة كانت خاطئة. السفر عبر الزمن ممكن منطقيا لأننا تحديدا عاجزون عن إعادة كتابة الماضي.
رغم ذلك تبعث تلك الأفكار الحيرة في نفوسنا؛ إذ يبدو غريبا القول بأنك إذا امتلكت آلة زمن لا تستطيع استخدامها لإحداث حالة من الفوضى في شجرة العائلة. ماذا يمنعك من ذلك؟ بالطبع لديك القدرة المحضة على قتل أي شخص. ماذا يمنعك من تفعيل هذه القدرة؟ لن تنزل قواعد المنطق من عليائها كي تحافظ على الاتساق؛ فهي لا تملك هذا النوع من القوة. ماذا سيحدث إذن؟ ربما إذا رجعت إلى الماضي وحاولت ارتكاب تلك الفعلة الشنعاء فستفشل، ستنزلق قدماك على قشرة موز في اللحظة الأخيرة أو سيعلق مسدسك أو قد تطلق النار على الشخص الخطأ. مع ذلك، لا نزال نشتم رائحة المفارقة ها هنا؛ إذ يبدو أنك تمتلك القدرة على فعل شيء ما، لكنك، في الوقت نفسه، عاجز عن فعله. أنت تملك القدرة على قتل جدك ولا تملك القدرة على قتل جدك في الوقت نفسه. وذلك ينطوي فيما يبدو على تناقض.
السبيل الأوضح للتغلب على هذه المفارقة هو افتراض أن مفهوم القدرة ينطوي على شيء من الغموض.
Página desconocida