Cine y Filosofía: ¿Qué ofrece uno al otro?

Christopher Butler d. 1450 AH
130

Cine y Filosofía: ¿Qué ofrece uno al otro?

السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى

Géneros

أولا قد نسعى إلى اختزال الحديث عن الفضيلة في الحديث عن الفعل الصائب. والطريقة الأبسط لتحقيق ذلك هي ربط الفضائل بميول وطيدة إلى فعل الصواب في مجموعة متنوعة من المواقف. فلتفترض على سبيل المثال أن الكذب على الآخرين فعل خاطئ من الناحية الأخلاقية في جميع الأحوال. قد نعرف بناء على ذلك فضيلة الصدق بأنها ميل إلى تجنب الكذب. وعلى هذا النحو، يحدد تعريف الفضائل في إطار الفعل الصائب، والفعل الصائب هو المفهوم الأخلاقي الرئيسي هنا. قد لا تتفق بالطبع مع تحليل لفضيلة الصدق يزعم أنها ميل إلى الامتناع عن الكذب. وعليه، ربما نحاول إبداء القليل من الفطنة أو المرونة على الأقل، في توصيفنا للصدق؛ فقد نزعم أن الكذب إثم أخلاقي إلا إذا كنا مجبرين عليه (وبهذا أصبح علينا تقديم عرض لحالات الإجبار على الكذب تصنف في إطار المبادئ أو القواعد الأخلاقية الأخرى؛ على سبيل المثال القواعد التي تحدد لنا متى يقع على عاتقنا واجب سام بمساعدة الآخرين). يمكننا كذلك إضفاء المزيد من الإثارة على المسألة عن طريق السماح بالحالات التي نعفى فيها من التزام الصدق نظرا لسوء تصرف الآخرين. فربما يخسر الناس أحيانا حقهم في سماع الحقيقة (مثلا، قد يكذبون أنفسهم علينا أو قد يستخدمون الحقيقة استخدما جائرا في حقنا). وفي ضوء ذلك، يمكننا تعريف فضيلة الصدق على أنها ميل وطيد لتجنب الكذب غير المبرر (وتحدد مبررات الكذب حسب أسمى الواجبات الملقاة على عاتقنا أو فقدان الآخرين لحق التعامل الصادق).

والآن إذا كان بوسعنا تطبيق العملية نفسها على جميع المصطلحات المتصلة بالفضيلة، فسنكون حينئذ قد تمكنا من اختزال خطاب الفضيلة اختزالا نظريا. سيظل في وسعنا الحديث عن الفضيلة، لكن بوصفها تبسيطا موجزا للحديث عن الميل إلى فعل الصواب. في وسع كل من أتباع النظرية العواقبية ونظرية أخلاق الواجب الحديث عن الفضائل، لكنهم يميلون بشدة إلى تبني الاستراتيجية الاختزالية التي وصفناها لتونا؛ ومن ثم إلى اعتبار الحديث عن الفضيلة تبسيطا موجزا للحديث عن الميل إلى فعل الصواب. (لا يعني هذا أنهم مجبورون على تبني هذا الموقف الاختزالي، بل يعني فحسب أنه موقف يجده كثير من معتنقي العواقبية وأخلاق الفضيلة موقفا مناسبا.)

9

يرفض منظرو الفضيلة هذا الرأي الاختزالي؛ فهم فلاسفة ينظرون إلى الفضيلة نظرة جدية؛ ما يعني أنهم يعتقدون، على الأقل، أن الفضائل تلعب دورا مستقلا ذا قيمة في حياتنا الأخلاقية، دورا مستقلا من الناحية المفاهيمية عن فعل الصواب. هذا يقودنا إلى الطريقة الثانية لربط الفضائل بفعل الصواب، ومفادها أن الفضائل تكمل وجهات النظر حول فعل الصواب، من خلال تقديم بعد إضافي لنقاشاتنا عن الأخلاق. يتفق جميع منظري الفضيلة تقريبا على أن الفضائل لا تقتصر على مجرد ميل لفعل الصواب. ونتذكر من مناقشتنا لآراء أرسطو، وهو يتناول الفضائل، أن التمتع بفضيلة يتضمن أيضا ميلا إلى الاستجابة للمواقف على نحو سليم؛ أي الإحساس بالمشاعر المناسبة بالقدر المناسب وفي الوقت المناسب، وحيال الأشياء أو الأشخاص المناسبين؛ فضلا عن تناول المواقف تناولا حكيما ومستبصرا. يرى منظرو الفضيلة أن التمتع بفضيلة يعكس الكثير من الأشياء عن هويتنا الأخلاقية ما يتجاوز مجرد الميل إلى طاعة المبادئ الأخلاقية أو السعي خلف أفضل العواقب؛

10

فالفضائل تساهم مساهمة مستقلة ولا غنى عنها في هويتنا الأخلاقية.

11

الطريقة الثالثة لتأمل العلاقة بين فعل الصواب والفضيلة طريقة أكثر طموحا. حسب هذه الرؤية، لا تكمل الفضائل مفاهيم الفعل الصائب فحسب، بل هي أساسية من الناحية المفاهيمية. والعلاقة بين الفضيلة وفعل الصواب علاقة عكسية؛ فبدلا من تعريف الفضائل من وجهة نظر الميل إلى التصرف على نحو صائب، يعرف التصرف الصائب من منظور التزام الفضائل. إليك الطريقة الأكثر مباشرة ووضوحا لصياغة تلك النظرية: التصرف على نحو صائب يعني التصرف على نحو يلتزم بالفضائل. سوف نستخدم مفهوم الفعل الفاضل لتفسير مفهوم الفعل الصائب. على سبيل المثال مساعدة غريب واقع في ورطة فعل صائب لأنه فعل يدل على الطيبة والكرم. والفعل لا يتسم بالطيبة والكرم لأنه فعل صائب، بل هو فعل صائب لأنه فعل طيب وكريم . تتسم مصطلحات الفضيلة بالبساطة، وتستخدم لتعريف الفعل الصائب. فيما يلي طريقة أخرى لتعريف الفعل الصائب من وجهة نظر الفضائل: التصرف على نحو صائب يعني التصرف مثلما كان سيتصرف عادة شخص يلتزم كليا بالفضائل في هذه الظروف. تسمح لنا تلك المعادلة بالتمييز بين فعل الصواب وفعله على نحو يلتزم الفضيلة. قد يساعد شخص ما غريبا في ورطة (وهو الفعل الصائب في هذه الظروف) دون أن يمتلك دوافع فاضلة؛ فربما كان هذا الفعل مدفوعا برغبته في إثارة إعجاب أصدقائه، وفي هذه الحالة لا يمكن اعتباره تصرفا فاضلا (بل هو يتظاهر بمراعاة الفضيلة، وذلك أمر مختلف دون شك). رغم ذلك، هو لا يزال يفعل الصواب، ويفعل ما كان شخص فاضل ليفعله في مثل هذه الظروف، حتى وإن كان هو نفسه شخصا غير فاضل.

12

يقدم هذا الخيار الثالث صورة معكوسة للخيار الأول؛ فهو محاولة لتفعيل الاختزال لكن في الاتجاه المعاكس، بحيث يختزل مفهوم فعل الصواب ضمن الحديث عن الفضيلة. ويطالبنا بإيجاد طريقة لتمييز الفضائل على نحو مستقل عن الخصائص التي تجعل الأفعال صائبة؛ فلا بد أن نكون قادرين على تحديد معنى الاتصاف بالكرم أو الصدق دون التحدث عن المبادئ الأخلاقية أو وجوب السعي وراء أفضل العواقب. ووفقا لهذا الخيار، لا يعرف الفعل الكريم باعتباره فعلا يلتزم بقاعدة أخلاقية كالتالية: «لتحرص دوما على مساعدة الآخرين عندما تقدر على ذلك دون التضحية بأي شيء يحمل أهمية مماثلة لك.»

Página desconocida