تعليما لبريته، وعلى كلمة الإخلاص والإيمان بوحدانيته، وعلى الإقرار بمحمد وما جاء به، وعلى معرفة أوليائه، (و)(1) أولي العلم به، نور قلوبهم بذكره، وشرح صدورهم بنوره، وطهر قلوبهم بلطفه، وألهمهم أسرار عظمته، وأراهم أنوار ملكه وملكوته، وفهمهم غامض كتابه وسنته، وعلمهم دواء القلوب، وعرفهم طب الذنوب، فبذلوا أنفسهم في ذاته لمرضاته، فحباهم بلطفه وكراماته، جعلهم ثالث نفسه في شهادته فقال:{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}[سورة آل عمران: 18].
وسمى نفسه المؤمن وعبده المؤمن، تشريفا (له)(2) بعبوديته، والصلاة والسلام على محمد المصطفى من خليقته، وعلى آله وصحبه وأسرته.
(وبعد)(3): فإن أصول نعم الله لا يطاق لها شكر ولا حمد لعجز المكلف الضعيف العبد، وفروعها لا تقف على حد، ولا تنحصر بالعد، ومن ألطاف الله السنية، ونعمه الهنية، أن عرفنا بآية الأوان، والمعروف في الزمان، الوسيلة الى الرحمن، ومن ترجى بركته لمن تمسك (بوده)(4) من الإخوان: النطاسي(5)، الآسي، الألمعي (إبراهيم بن أحمد بن علي الكينعي رضي الله عنه وأرضاه، وأزلفه بما لديه وحباه، وأعاد من بركاته على (العارف له)(6) السامع(7).
Página 2