فيقولون: لو رأوها لكانوا أشد طلبا لها وأشد حرصا عليها. فيقول تعالى: من أي شيء يتعوذون(1)؟
فيقولون: من النار. فيقول: هل رأوها؟ فيقولون:لا. فيقول تعالى: كيف لو رأوها ؟ فيقولون: لو رأوها لكانوا أشد منها هربا(2)، وأشد خوفا. فيقول تبارك وتعالى: أشهدكم أني قد غفرت لهم.
فيقولون: إن فيهم فلانا الخاطئ لم يردهم، وإنما جاءهم لحاجة. فيقول تعالى: هم القوم لا يشقى [لديهم خليلهم(3) جليسهم)(4).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((المجلس الصالح يكفر عن المؤمن ألفي ألف مجلس من مجالس السوء))(5).
فقال عمر وهو الراوي: إن الرجل ليخرج من بيته وعليه من الذنوب مثل جبال تهامة، فإذا سمع العلم أو(6) العلماء خاف واسترجع من ذنوبه فيرجع إلى منزله وليس عليه ذنب، فلا تفارقوا مجالس العلماء، فإن لله في الدنيا جنة فمن دخلها طاب عيشه، قيل: وما هي؟ قال: مجالس الذكر.
Página 20