بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله على محمد وآله، اعلم - أرشدك الله وإيانا - أن من نظر في عاجل أمره، وعاقبة حاله لم يقر به قرار، ولا يؤويه دار، وأنه ليطمئن إلى الفرار ، ويأوي إلى الفيافي والقفار، ويأنس بالسباع، وينفر عما تتوق إليه الطباع. إذ العاقل إذا شاهد الموت والفوت وما بعدذلك من الأهوال لابد له من أن يبني نفسه (ويوطنه) (1) على أحد ثلاثة أقسام: إما أن ينكر ذلك وهذا هو الهلاك الأكبر مع أن العقلاء لا تقبله، وهيهات ما أبعده، الثاني: أن يقربه ولا يتحرز (منه) (2) ولا يعد له عدة فهذا أقرب.
Página 212