وَالاستفتَاءِ، وَبَيَانِ شَرَفِ مَرتَبَةِ الفتوَى وَخَطَرِهَا، وَالتَّنْبِيهِ عَلَى آفَاتِهَا وَعَظِيمِ غَرَرِهَا، لِيَعْلَمَ المُقَصِّرُ عَن شَأوِهَا المُتَجَاسِرُ عَلَيهَا أَنَّهُ عَلَى النَّارِ يَجْرَأُ وَيَجْسِرُ، وَليَعرِفَ مُتَعَاطِيهَا المُضَيِّعُ شُرُوطَهَا أَنَّهُ لِنَفسِهِ يُضِيعُ وَيَخْسِرُ، وَلِيتَقَاصَرَ عَنهَا القَاصِرُونَ الذِينَ إِذَا انتَزَوا عَلَى مَنصِبِ تَدرِيسٍ، أَو اختَلَسُوا ذَرْوًا مِن تَقدِيمٍ وَتَرْئِيسٍ؛ جَانَبُوا جَانِبَ المُحتَرِسِ، وَوَثَبوا عَلَى الفُتيَا وَثْبَةَ المُفتَرِسِ.
وَمِمَّن صَنَّفَ فِي هَذَا المَوضُوعِ وَأَجَاد الشَّيْخُ الْعَلَّامَةُ أَحمَدُ بنُ حَمدَانَ الحّرَّانِيُّ المُحَدِّثُ وَالفَقَيهُ وَالقَاضِي الحَنبَليُّ، وَقَد أَحسَنَ ابنُ حَمدَانَ فِي كِتَابِهِ أَيَّمَا إِحسَان، فَجَاءَ بِتَرتِيبٍ بَدِيعٍ استَوعَبَ فِيهِ المَسَائِلَ المُتَعَلِّقَةَ بِالفَتوَى وَالمُفتِي وَالمُستَفْتِي كَافَّةً، وَأَضَافَ إِلَى كتَابِهِ أَبوَابًا مُهِمَّةً يَجْدِرُ بِالمُفتِي أَن يَفقَهَهَا، وَهِيَ مَا تَعَلَّقَ بِأَلفَاظِ الإمَامِ، وَكيفَ أَنَّهَا مُهِمَّةٌ لِمَعرِفَةِ مَذهَبِهِ لِمَن يُفتِي بِهِ، ثُم خَتَمَ كتَابَه بِبَابِ مَعرِفةِ عُيُوبِ التَّأَلِيفِ، وَبَيَّنَ كَيفَ أَنَّ إِهمَال نَقلِ كَلَامِ الإمَامِ بِلَفظِهِ يُخِلُّ بِحُكمِ المُفتِي بِمَذهَبِهِ، وَبِهذَا فَقَد جَاءَ كتَاُبهُ مُستَوعِبًا لِمَا يُحتَاجُ إِلَيهِ فِي هَذَا المَوضُوعِ، بحَيثُ نَستَطِيعُ أَن نقُولَ: "إِنَّهُ لَمْ يَفُتْهُ إِلَّا القَلِيلُ". رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى.
وقد قسَّمت العمل في الكتاب إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأَول: ترجمة المؤلف: وينقسم إلى فصلين:
الفصل الأول: حياته الشخصية: وهو يشتمل على عشرة مباحث:
المبحث الأول: اسمه.
المبحث الثاني: تاريخ مولده.
المبحث الثالث: مكان المولد.
المبحث الرابع: نعته.
1 / 6