Mártires del Fanatismo
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Géneros
فاهتز الفيكونت، وبعد هنيهة جعل يده على فمه، وقال: هل جئت لتنقذني؟ فأجابه: نعم، قال: قل ما اسمك؟ أجاب: لست تعرفه. قال: من مرسلك؟ أجاب: أمير دي كوندة.
فنهض الفيكونت ودنا من حراسه فرآهم منهمكين في لعب النرد. فعاد إلى مكانه قرب الشجر، وقال لترولوس: كيف يتسنى لك إنقاذي؟ فأجابه: وراء هذه الأشجار ساقية ماء يفضى منها إلى خندق، فاتبعني، ولسوف نتخلص بسهولة من كل من يحاول اللحاق بنا، وقد جئناك بسيف. فإذا اجتزنا الفندق قصدنا باب سن أنطوان، وهناك خيلنا تنتظرنا لنهرب.
فلمعت عينا السجين من الأمل بالنجاة. ثم غمغم يقول: ماذا أفعل بهذه القيود؟ قال: إليك منشارا أتيت به فإذا تمكنت من كسر إحدى حلقات قيودك قبل الوقت المعد لنزهتك عدنا إليك غدا.
وناوله ترولوس منشارا جعله الفيكونت في ردنه. غير أن الباب انفتح وقتئذ، وطلعت منه امرأة لابسة السواد، فنهض السجين لاستقبالها، ثم لما عرفها سقط على مقعده يقول بصوت خافت: رباه هذه كاترين! كاترين هنا!
وغمغم ترولوس يقول: هذه هي! وا حر قلباه، ما أجملها!
فتقدمت الملكة يصحبها حاكم الباستيل، وكانت تقول له: لقد فهمت مرادي. إذا تقدم أحد رجال البلاط وأنا ها هنا فلا تدعه يدخل. قال: سأصدر الأوامر بهذا الشأن.
ومضى حاكم الباستيل والجنود معه، فخلا المكان للملكة كاترين وعشيقها القديم، ولم يتلفظ الفيكونت بكلمة؛ لأنه لم يدر معنى تلك الزيارة. فسكت منتظرا سماع كلام الملكة، فقالت له: أكنت تعد مؤامرة على الملك أيها الفيكونت؟
أجاب: أنا يا سيدتي؟ إني لا أزال أجهل السبب الذي من أجله أمر الدوق دي جيز بالقبض علي.
قالت: لقد أمر بالقبض عليك؛ لأنك أعددت مؤامرة مع الأمير.
أجاب: ذلك مستحيل، فأين البرهان؟
Página desconocida