Mártires del Fanatismo
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Géneros
قالت : وتسلم الأمير هذه الرسالة التي كتبتها الآنسة دي ليمول.
وكان ضوء القمر مشرقا على وجه الملكة، ودهش جاليو من حسنها، فقال: إنى لك يا مولاتي روحا وجسدا. بل أنا مستعد لأن أموت في الدفاع عنك، ولكن أود ألا أموت دون أن أتزود بنظرة من وجهك.
فتبسمت الملكة وحلت من عنقها تصويرة مصغرة لطيفة، دائرها مرصع بالحجارة الكريمة، ودفعتها إلى جاليو. فتناولها منها ولثم يدها، ثم وثب إلى جواده. فتأملته الملكة هنيهة، وأشارت إليه إشارة وداع، وقالت: أدعو لك بالتوفيق، فتشجع!
وللحال اختفى جاليو، وعادت الملكة إلى أرتناي وهي تقول: عسى أن تكون أناييس قد تمكنت من حجز البارون عندها.
وكانت أناييس قد اجتذبت البارون برداليان إلى الجهة الأخرى من القرية، وتمكنت من استبقائه لديها حتى انتصف الليل. فشيعها إلى بيتها، وهو يقول لها: ما أحلى هذه الليلة يا حبيبتي!
فقالت له: كفى يا بارون تغزلا، فلي حاجة إليك. - تكلمي. - لقد عهد إليك الدوق بالقيام على حراسة شاب جميل المنظر. - نعم، هو جاليو دي نرساك رسول أمير كوندة! - يقال إنه صبيح الوجه. - قد يخطئ القائلون. - ويقال إنه حلو المعاشرة، بارع الظرف. - ذلك ضلال. - وإنه شجاع! - بل يحسن الدفاع عن نفسه إذا هجم عليه مهاجم ليقتله. فما مرادك من هذه الأسئلة المتوالية؟ - أود أن أرى سجينك غدا. - ما هذا الخاطر الذي خطر لك؟ - عدني بذلك يا بارون. - وهل أستطيع أن أرفض؟
ومضت إلى موضعها بين وصائف الملكة، وعزم برداليان على الذهاب إلى فراشه للرقاد، لكنه رأى أن يرقب سجينه قبل ذلك، ولما تبين له من بعيد أن أنوار الحرس مطفأة تولاه شيء من القلق. ثم تحول قلقه إلى انزعاج لما لم يجد زعيمهم قرب المركبة، ولما اقترب وأبصر جنوده نائمين ملء جفونهم في وسط الطريق، وبجوارهم زجاجات الخمر الفارغة والنرد، هاج هائجه حنقا، ودخل المركبة فلم يجد جاليو فيها، فضرب برجله أحد الجنود وبعد عناء أيقظه، وقال له: ماذا تفعل يا حيوان؟
فنهض يمسح عينيه، ويقول: إني، أنام.
قال: تنام وتغفل عن الحراسة، والسجين؟
فكرر قوله: الحراسة والسجين؟ ثم تساقط على الأرض من شدة السكر.
Página desconocida