Mártires del Fanatismo
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Géneros
فقال لها هذا بلهجة جافية: تعذرينني أيتها السيدة؛ لأنني مستعجل جدا، ولا يسعني إلا المبادرة لألقى المسيو دي جيز في نانتيل.
قالت: إذن أنت ذاهب إلى نانتيل؟
أجاب: نعم، فإنني أروم مقابلة الدوق قبل دخولنا البلاط لتدبير ما لا بد منه.
فأدركت كاترين المراد من ذلك التدبير، فأمرت رجالها بمواصلة السير، ولم تحفل برجال مونمورانسي. فاختلط الموكبان، ولولا كاترين لساءت المغبة، وكان ترولوس محتدما هائجا؛ لأنه اضطر إلى إبقاء سيفه في غمده في فرصة من أحسن الفرص لتجريد ذلك السيف، ولما أطل على مركبة كاترين رآها تبكي وتمزق منديلها بأسنانها، فقال ترولوس: لماذا لم تدعيني أقتل هذا الخائن الذي اجترأ عليك بالإهانة؟
قالت: صبرا يا ترولوس، فلو تركتك تفعل لقتلوك وأسروني، وانتشلوا مني الوصاية التي حرصت عليها برغمهم جميعا. آه، ويل للأشقياء، فلسوف أعاقبهم، فصبرا!
وبكت مدة السفر، وكانت تسأل نفسها عما إذا كان قول القائل «أقسم لتملك» كافيا لبسط سلطتها وتملكها. فلما وصلت إلى مونصوابري دعت إليها ترولوس، وقالت له: أنا هنا في أمن ودعة، إلا أنني بعيدة جدا عن باريس، وبعد أيام أذهب إلى فونتنبلو. فانطلق أنت إلى باريس، واجتمع بأمير كوندة، وقل له إنني لا جنود لدي، ولا حاشية للدفاع، فليجمع حزبه وأعوانه، وليقدم سريعا. سر يا حبيبي ترولوس، ولا تعد إلا ومعك جيش عرمرم.
فسافر ترولوس إلى باريس، وفي اليوم التالي لقي الأمير في قصره، وكان الجميع في قلق وانزعاج. فقال له الأمير: هل أتيت لتسعفني بسيفك؟
فأجابه: وا أسفاه يا مولاي! أنت تدري أن سيفي للملكة، ولكن إذا كان هناك خطر يحيق بك فإني.
فسبقه الأمير إلى الكلام قائلا: إني أجهل ما يكون، ولكن لا بد من وقوع حوادث هائلة. فأين الملكة؟
أجاب: في مونصوانبري، ولا تلبث حتى تأتي إلى فونتنبلو، وهناك تنتظرك أنت ورجالك.
Página desconocida