صلى الله عليه وسلم
وأنا أتمثل هذين البيتين، فقال: «ردي علي قول اليهودي قاتله الله، لقد أتاني جبريل برسالة من ربي: أيما رجل صنع إلى أخيه صنيعة فلم يجد له جزاء إلا الثناء عليه والدعاء له فقد كافأه.»
ومع كون الشعر ليهودي بهذه الشهادة النبوية، فقد نطق بمثل ما نزل به الوحي بعد كما ترى (انظر أيضا الأغاني الجزء الثالث الوجه 19).
وهذا السموأل حاول الأب شيخو المذكور وغيره أن يثبت أنه نصراني لا يهودي، فتقولوا عليه من الشعر ما لم يقله، وفيه ذكر الحواريين ومتى والمسيح.
ولا ضرورة لأن ننقل هنا ما تقولوه عليه من الشعر، ونبين فساد نسبته إليه وما ناقضوا به أنفسهم في محاولتهم إثبات نصرانيته وجحودهم يهوديته، فحسب الطالب أن يرجع إلى نسخة ديوانه المطبوع ببيروت سنة 1920 للأب لويس شيخو اليسوعي، فبقليل من التمعن الحر فيه يرى فساد ما تقولوه، وبطلان ما حاولوه، ويبدو للعين مع ذلك تناقضهم وتضاربهم في القول.
وإنما نورد شيئا من قصيدته اللامية الشهيرة تعزيزا قويا على يهوديته، فضلا عن اسمه؛ فهو عبري محض وهو شموئيل، وفضلا عن إجماع المؤرخين العرب، ثم فضلا عن أن الأب شيخو هو وغيره لم يتطرق كلامهم إلى سعية أو شعبة أخيه ولا إلى شعره، فبقي أخوه هذا يهوديا كما هو بلا مراء، وبقيت أشعاره يهودية مثله، وعجيب أن يفرق بين شقيقين لأب وأم، فيقال إن أحدهما نصراني أصلا والآخر يهودي أصلا أيضا مثله، فأصل واحد ويتضارب ببعضه.
فأولا قوله:
تعيرنا أنا قليل عديدنا
فقلت لها إن الكرام قليل
فمن هم الذين يمكن أن يقال عنهم إنهم القليل؟ أهم النصارى؟ أليس اليهود هم الأقل من غيرهم أمس واليوم؟ ومتى وصفت النصارى بالقلة؟ أو متى عيرهم الناس إياها؟
Página desconocida