- ثم الرسول ﷺ قد اعتمد خبر الواحد، فكان يُرسل رسولا واحدًا بكتابه (١) وما أدرى أولئك أن هذا صادق في أن هذا كتاب الرسول ﵊، وليس عندهم بصمة له، ولا عندهم صورة لخاتمه. ما الذي يدريهم بأن دحية الكلبي (٢) رسول رسول الله ﷺ؟ وكيف لزمهم البلاغ؟ وكيف أصيب كسرى (٣) بعذاب من عند الله حينما مزق الكتاب؛ كيف لزمتهم الحجة؛ فالرسول ﷺ لم يرسل الواحد؛ إلا وهو يعتقد أن الحجة تقوم به، وهذا أمر معلوم بالضرورة من إرسال الرسول ﷺ أفرادًا إلى جهات لنشر الدعوة وإقامة الحجة، وقد أرسل

(١) راجع في ذلك كتاب أخبار الآحاد من صحيح البخاري ١٣ / ٢٤٤. (٢) بعث النبي ﷺ دحية الكلبي بكتابه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى هرقل، أخرجه البخاري من حديث ابن عباس (٦) . (٣) كسرى لقب لكل من تملك الفرس، وقصة إرسال النبي ﷺ بكتابه إليه مع عبد الله بن حذافة السهمي، أخرجها البخاري (٤٤٢٤) .