Shubuhat Al-Qur'aniyyin
شبهات القرآنيين
Editorial
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Géneros
قال: فضرب في صدره وقال: أحدثك عن رسول الله ﷺ، وتقول: لا! (١) .
وروي عن عمران بن حصين ﵁ أنه ذكر الشفاعة، فقال رجل من القوم: يا أبا نجيد، إنكم تحدثونا بأحاديث لم نجد لها أصلًا في القرآن، فغضب عمران وقال للرجل: قرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: فهل وجدت فيه صلاة العشاء أربعًا ووجدت المغرب ثلاثًا، والغداةركعتين، والظهر أربعًا والعصر أربعًا؟ قال: لا. قال: فعمن أخذتم ذلك؟ ألستم عنّا أخذتمونا وأخذناه عن رسول الله ﷺ؟ أوجدتم فيه: في كل أربعين شاة شاة، وفي كل كذا بعيرًا كذا، وفي كل كذا درهمًا كذا؟ قال: لا. قال: فعمن أخذتم ذلك؟ ألستم عنا أخذتموه وأخذناه عن النبي ﷺ؟. وقال: في القرآن ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ (الحج: ٢٩) . أوجدتم في القرآن: "لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام"؟ أما سمعتم الله قال في كتابه: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾؟! قال عمران: فقد أخذنا عن رسول الله أشياء ليس لكم بها علم (٢) .
وعن أيوب السختياني أن رجلًا قال لمطرف بن عبد الله بن الشخير: لا تحدثونا إلا بالقرآن. فقال له مطرف: "والله ما نريد بالقرآن بدلًا؛ ولكنا
_________
(١) صحيح مسلم (٤٤٢ / ١٣٩) . والدَّغَل: دَخْلٌ في الأمر مُفْسِد. اه القاموس.
(٢) أخرجه ابن بطة العكبري في الإبانة ح٦٦ (ص٢٣٤–٢٣٥) كتاب الإيمان بطوله، وأخرجه أيضًا (ح٦٥و٦٧) والآجري في الشريعة (١/٤١٧) والحاكم في المستدرك (١/١٠٩) وابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢/١١٩٢) مختصرًا، وقال محقق الإبانة: لا بأس بسنده، وقوّاه محقق جامع بيان العلم.
1 / 10