35

شرح المطلع على متن إيساغوجي

شرح المطلع على متن إيساغوجي

Géneros

لكن ظاهر الكتاب والسنة التقييد كثير فيه .. في القرآن أكثر الحمد مقيّد. قال هنا: (وإنما حمد الله على التوفيق أي: في مقابلته لا مطلقًا؛ لأن الأول واجب) يعني: المقيَّد (والثاني مندوب). (الأول واجب) أي: اعتقاد كون النعمة من الله تعالى واجب. (والثاني مندوبٌ) أي: يثاب عليه ثواب المندوب. فقد ظهر أن الحمد المقيَّد أفضل من المطلق، ولأنه أكثرُ ما ورد في القرآن والسنة، وقيل: المطلق أفضل لصِدقه على جميع المحامد كلها معلومِها وغير معلومها. والحمد المطلق أن لا يلاحِظ شيئًا من النعم، والحمد المقيّد بأن يلاحظ نعمة معيّنة. قال هنا: (وَنَسْأَلُهُ طَرِيقةً هَادِيةً) أي: دالّة على الطريق المستقيم. (نَسْأَلُهُ) هذا الذي قال هناك، هنا وفيما يأتي نسأله، داء بالنون الدالة على العظمة، لماذا؟ للعلة السابقة، لكن الصواب أن يقال هنا: من باب المشاكلة يعني: ليوافق العطف. يعني: يعطف جملة فعلية مضارعية مبدوءة بالنون على سابقتها. (نَسْأَلُهُ طَرِيقةً هَادِيةً) أي: دالةً لنا على الطريق، هذا بيان لمتعلَّقها لا تفسيرٌ لكلمة طريق في كلام المصنف. قال: وفي نسخة (وَنَسْأَلُهُ هِدَايَةَ طَرِيقِهِ) وهذه أحسن لأنها مراعاة للسجع (عَلَى تَوْفِيقِهِ. وَنَسْأَلُهُ هِدَايَةَ طَرِيقِهِ). توفيقه .. طريقه. فهي أولى. قال: (وَنُصَلَّي) كذلك جاء بالنون الدالة على العظمة للمشاكلة. (عَلَى مُحَمَّدٍ) ﷺ، قلنا: هذا علمٌ شخصي منقولٌ من حُمِّد المضاعف. قال: (من الصلاة عليه) يعني: نصلي ليست الصلاة التي هي الأقوال والأفعال المفتتحة بالتكبير والمختتمة بالتسليم، وإنما المراد من الصلاة عليه المأمور بها في خبر ﴿أَمرنا الله أن نصلي عليك. فكيف نصلي عليك؟ فقال: قولوا: اللهم صل على محمدٍ ..﴾ إلى آخره. (وَنُصَلَّي عَلَى مُحَمَّدٍ). قال: (من الصلاة) يعني: مأخوذةٌ من الصلاة، وقيّد بالظرف (من الصلاة)؛ لإخراج الصلاة بمعنى الأقوال والأفعال، ولإخراج الصلاة بمعنى الرحمة. وقوله: (المأمور بها في قوله كذا) نقول: قبل ذلك قوله تعالى: «صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» [الأحزاب:٥٦] فحينئذٍ نقول: صلَّوا. هذا أمرٌ، وجاء النص في الخبر المذكور الذي ذكره المصنّف، فحينئذٍ امتثالًا لهذين الأمرين في الكتاب والسنة نقول: نصلي على النبي ﷺ. ولذلك قدَّمه المصنف وهو يعتبر من الأمور الواجبات في مقدمة الكتب كما مر معنا. قال: ﴿فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمدٍ ..﴾ إلى آخره. قال المحشي هنا: وهو كما في رواية ابن سعدٍ ﵁ قلت: ﴿يا رسول الله! أَمرنا الله أن نصلي عليك، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ فسكت ثم قال ..﴾ الحديث. وفي رواية: ﴿عرفنا كيف نسلِّم عليك فكيف نصلي؟﴾. هذا أخذ منه بعض أهل العلم أن الصلاة كما تكون في التشهد الأخير تكون كذلك في التشهد الأول؛ لأنه هنا ليس فيه تفصيل قال: ﴿إذا نحن صلينا﴾ إذًا: ما قيَّد، هل الصلاة تكون في التشهد الأول أو تكون في التشهد الثاني؟

2 / 14