(خبر) وعن علي عليه السلام أنه كان يقول يعني إذا فرغ من قضاء حاجته: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، الحمدلله الذي أماط عني الأذى، دل على أنه يستحب لمن فرغ من قضاء حاجته أن يقول كذلك.
(خبر) وروي عن لقمان الحكيم عليه السلام أنه قال: طول القعود على الحاجة تبخع منه الكبد، ويأخذ منه الباسور، فاقعد هوينى واخرج، دل ذلك على كراهة إطالة القعود عليها، وقوله: تبخع منه الكبد، يعني يهلكها، يقال: بخع نفسه، أي أهلكها، وقيل: قتلها، قال تعالى{فلعلك باخع نفسك}[الكهف:6] أي: قاتلها ومهكلها.
فصل
وإذ ذكرنا الاستنجاء والاستجمار فلنذكر معناهما:
أما الاستنجاء فهو مأخوذ من القطع، يقال نجوت الشجرة وأنجيتها واستنجيتها إذا قطعتها، كأنه قطع الأذى عن فرجيه بالحجارة أو الماء، أو بهما جميعا، ويقال: استنجى إذا مسح موضع النجوى وغسله، وفي الحديث: ((ليس منا من استنجى من الريح)) وأصل الاستنجاء الاستتار بنجوة من الأرض، واستنجى إذا أسرع، واستنجى الرجل الشجر الأخضر إذا قطعه من أصوله.
وأما الاستجمار فهو مأخوذ من الجمار وهي الحصا الصغار، وهو -بالجيم والراء- فلما أزال الأذى بالجمار التي هذه حالها سمى ذلك استجمارا.
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله كان له قدح من عيدان يبول فيه بالليل يوضع تحت سريره، دل على استحباب ذلك لمن يعالجه البول من شيخ أو مريض أو نحوهما .
Página 12