281

Las Naturales del Libro de la Curación

الطبيعيات من كتاب الشفاء

Géneros

ولقائل أن يقول : كيف يكون المبدأ مضادا (1) للمنتهى ، ومبدأ الحركة ومنتهاها قد يكونان (2) فى جسم واحد ، والأضداد لا تجتمع فى جسم واحد.

فيقال له : الأضداد قد تجتمع فى جسم واحد (3)، إذا كان الجسم ليس موضوعها (4) الأول القريب ، إنما لا تجتمع الأضداد معا فى الموضوع الأول القريب ، وموضوع المبدئية (5) والمنتهائية (6) ليس هو الجسم ، بل هو الطرف ، ولا يجتمع (7) فى طرف بالفعل أن يكون مبدأ حركة مستقيمة واحدة بالاتصال ومنتهاها ، وهذا كما قد يجتمع فى جسم واحد أشياء متقابلة. وإن كان بغير التضاد ، كجسم يوجد فيه خط محدب وخط مقعر ، وما أشبه ذلك.

والذي ظن أن الحركات المستقيمة ليست أولى بأن تتضاد ، من أن تضادها (8) المستديرة ، إذا الطريق والمسافة فى المتضادات (9) المستقيمة واحدة ، فقد سها (10) سهوا عظيما ، وكان يلزم (11) أن يقول السواد والبياض ليسا بمتضادين ، لأن موضوعهما واحد. ولو كان شرط التضاد (12) أن لا يكون للضدين أمر مشترك ، لما اجتمع الضدان فى جنس واحد ، ولما (13) كان موضوعهما واحدا بالحقيقة ، فإن التضاد هو اختلاف فى طريق واحد على غاية ما يمكن ولا نشك (14) أن التسود ضد التبيض ، والطريق بينهما هو الوسائط ، وهو واحد ، لكن السلوكين المتقابلين فيه هما (15) على غاية الخلاف.

وإذ قد بينا هذه الأصول ، فلنرجع إلى غرضنا من تبيين (16) أن الحركة المستديرة لا تضاد المستقيمة ، فنقول (17) إن كان بينهما تضاد ، فإما أن يكون ذلك التضاد لأجل الاستدارة والاستقامة أو لا يكون ، فإن كان لأجل الاستقامة والاستدارة كانت الاستقامة والاستدارة متضادتين ، لأن الشيء الذي به الاختلاف بين الأضداد المتفقة فى الجنس متضاد ، لكن الاستدارة والاستقامة كما قيل (18) ليس موضوعهما القريب واحدا ، ولا شيء من الموضوعات يجوز أن يستحيل من الاستدارة إلى الاستقامة إلا بفساده على ما قلنا ، فليسا بضدين فليسا بسببى تضاد الحركات ، بل ليس ما فيه الحركة هو السبب لتضاد الحركات ، فإن (19) لم يكن تضادهما (20) لما فيه بقى أن يكون للأطراف ، ولو كان مضادة (21) المستديرة لغيرها بسبب الأطراف ، لكانت الحركة الواحدة بعينها تضادها حركات لا نهاية لها مختلفة ، لأنه

Página 285